العالم الورع والشيخ علي القمي النجفي عرفتْه النجف وعلماؤها بزهده العجيب وكان مثالا للصبر على البلاء جادا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم بذلك اشتهر بين الناس واتفقت كلمة أهل العلم والدين على أنه أورع وأتقى وأعدل علماء عصره حتى لقبوه بــ ( الزاهد ) كان يصلي الجماعة في مسجد (الهندي ) فتأتم به جموع غفيرة ويتسابق إلى درك صلاته صفوة العلماء وأهل الفضل كان شديد الصبر وأغضى على القذى في زمانه فقد توفي ولده في النجف ولم يجزع ولما عاد من دفنه وصله خبر وفاة ولده الاخر في إيران ( الشيخ شريف ) فخر ساجدا لله ومجلس الفاتحة الذي أقامه للأول صار للإثنين وكان يشكر الله على ما يصيبه من بلاء ويعتقد بأنه اختبار للعبد وتمحيص لذنوبه ــ كما هو مفاد الروايات أيضا ومن بلائه الذي شهد له الجميع بصبره العجيب عليه مرضه الذي توفي فيه فقد أصيب في المجاري البولية وأُجريت له عملية ولم تُجْده وصُنِع له مجرى بول من خاصرته كما وذهبوا به إلى إيران غير مرة فلم ينفعه علاج قط فظل أسير هذا المرض ورهن المنزل نحو عشر سنين وكان يزوره العلماء والأخيار والمحبون وسائر المؤمنين فلم يسمع منه أحد من زائريه ولا ممرّضيه في بيته خلال تلك السنين وهو في حالة يُرثى لها كلمة يُستشف منها معنى الجزع او السأم أو الشكوى مطلقا بل كان لسانه يلهج بالحمد والشكر والرضا بأمر الله وقضائه وقدره إلى أن اختار الله له دار الإقامة بعد العشاء ليلة الأربعاء ( 22/ جمادى الثانية / 1371)
جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام : " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ,كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان "