يقول المرحوم السيد علي العلوي (رحمه الله) :
كنت ذات ليلة جالس في مكتبتي وبعد بعض مطالعاتي أخذت أنظر إلى المكتبة على قلة ما فيها من الكتب وأفكر.
أفكر في أنّ هؤلاء الكُتّاب الذين هم يعدون كالآلاف لماذا الفوا وصنفوا كل هذه الكتب؟ الكتب التي إمتلأت بها المكتبات، والمكتبات تعد بالملايين وكل مكتبة فيها آلاف من الكتب، لماذا كلّ ما صدر كتاب أخذ جمهرة من الناس يقرؤن ويدرسونه ويطالعونه؟
وبينما أنا كذلك، سمعت هاتف العقل يهزّني وينادي: أما عرفت هذا إلى الآن. أنّ الكتب والكتاب بل الأنبياء والرسل. كلهم قالوا وكتبوا ليوضحوا طريق الحياة لهذا البشر.
عند ذلك صرت أنظر إلى الحياة وأفكر فيها، ما هي الحياة؟ وما هو طريقها؟ ولماذا نعرف طريقها؟ وما الغاية من كل ذلك؟ وإذا بأشباح كثرة، أقل عددهم هو من أول ما خلق الله آدم إلى يومنا هذا من البشر، والكل يهتفون بهتاف واحد، نحن نريد أن نعرف الطريق حتى نصل إلى سعادة هذا الحياة، نريد السعادة والنعيم، السعادة في الدنيا ، والنعيم في الآخرة.
لقد جائت هذه الجملة ذو نفحة عذبة على أذني بحيث صرت أردّد هذه العبارة.
ماذا تريدون؟
ماذا يريد الإنسان في الحياة؟ أيريد أن تكن الحياة كلها لقمة سائقة له؟
كلا: أيريد أن يبقى مدى الحياة حياً كأبليس مثلا؟ أيضاً كلّا.
نعم لا طمع له في البقاء لأنّ الفناء من البديهيات ولا طمع له بكل ثراء الحياة، لأنه من رابع المستحيلات. إذاً فما الذي يريده الإنسان؟ هذا الإنسان الجهول. هو يريد السعادة فإنّها ضالته المنشودة.