في احد الأيام توجه أحد الطلاب الى سماحة الشيخ الراحل محمد تقي بهجت (رحمه الله) طالباً منه الموعظة ، فالتفت إليه الشيخ ليقول بعد شئ من التأمل : إن المواعظ كثيرة لكن المتّعظ قليل .
نعم فالأساس للإتعاظ والإنتفاع من المواعظ هو أن يحمل الإنسان روح الإتعاظ والانتفاع من العبر والمواعظ ، وعندئذ فحيثما التفت سوف يجد المواعظ والآيات مبثوثةً في جنبات الكون ، وما تزخر به الحياة من ألوان وحوادث ، تنطق جميعها بما يذكر بالله عزّ وجل ، ويدعو إلى طاعته والاتعاظ من الماضيين .
وهذه الكلمه للشيخ لعلها مأخوذة من كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام : "ما أكثر العبر ، وأقل الإعتبار "
فإذا كان الإنسان متعظاً معتبراً فسيجد عبرته وموعظته كيفما التفت ، أما إذا كان غافلاً يعيش على سطح الحياة كالأنعام فلن تنفعه كثرة المواعظ .
ومن كلماته – ما مضمونه - أن الطالب للمعرفة بصدق يعلّمه حتى الباب والجدار ، أما المُعرض الغافل فلن ينفعه حتى تعليم النبى صلى الله عليه وآله .
وعليه فالمطلوب هو السعى لبناء النفس المتعظة ينزع رداء الغفلة والتنبه لما يحصل ويحلّ داخل الإنسان أو فيما يحيط به .