يقول السيد أحمد المددي (دامت بركاته) :
ثمّة علماء ممّن لم يُعرف قدره ومقامه، كالمرحوم الميرزا باقر الزنجاني الذي كان له درس مهم وممتاز في المسجد الواقع في الطريق المؤدي إلى باب الطوسي.
وكان درسه (خارج الأُصول) بعد صلاة المغرب والعشاء مقارناً زماناً لدرس السيد الخوئي؛ ولذا لم أكن أستطيع حضور درس الميرزا الزنجاني، ولكن حضرته ذات ليلة ـ بسبب تعطيل درس السيد الخوئي ـ فكان حضّاره قرابة (100) طالب، فوقفت على مهارته الفائقة في التدريس، ولا زالت ذكرى تلك الليلة في ذاكرتي. فقد كان هذا الرجل جامعاً ذو فنون .
لم يكن يُشاهد في هؤلاء الأشخاص ذرّة من الهوى وكأنهم يعيشون في عالم آخر، ولم يكونوا يقيمون للدنيا وزناً. إنّ طبيعة كل إنسان تحدو به أن يكون درسه حاشداً أكثر من باقي الدروس، إلّا أنّ هؤلاء لم يكونوا يفكرون بهذه الطريقة.