الامام الحسين عليه السلام ولادة جديدة للامة

السبت 23 سبتمبر 2017 - 09:37 بتوقيت غرينتش
الامام الحسين عليه السلام ولادة جديدة للامة

النهضة الحسينية – الكوثر.. الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء.

ثلاث معارك كبرى خاضها الاسلام ولكل معركة بطلها كما ان لكل معركة ظروفها السياسية وآثارها الاجتماعية.
فالمعركة الاولى ، كانت مع الكفر. وكان بطلها النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
والمعركة الثانية مع التحريف . وكان بطلها الامام علي (عليه السلام).
والمعركة الثالثة مع التزييف وكان بطلها الامام الحسين (عليه السلام).
فلقد واجه الحسين (عليه السلام) وضعاً استثنائياً متردياً في الامة حيث انقلب كل شيء رأساً على عقب، فاذا بالمنابر قد تحولت من منابر للارشاد والهداية الى منابر للسب والشتم واللعن... واذا بالسيوف التي شهرها الاسلام في وجه الكفر انقلبت لمواجهة اهل البيت . والزكاة التي تدفع من اجل تطهير النفوس وتزكيتها تصرف في شراء الضمائر.
لذا فأن معركة الامام الحسين (عليه السلام) تحظى بالاهمية القصوى تماماً كما ان لمعركة الامام علي والنبي لها اهميتها القصوى ايضاً.
ذلك لان الانتصار النهائي للدين ليس في ان يصبح بأسمه حاكمون على وجه الارض وانما الانتصار الحقيقي ان تكون الحاكمية الفعلية للقيم والمباديء التي ينادي بها الدين.فما دامت القيم والمباديء تتعرض للتحريف والتزييف فلا قيمة للشعارات والاطارات.
والاسلام يجعل المقياس النهائي هو الايمان والعمل الصالح وليس مجرد الشعار.
ومن هنا فأن انتصاره النهائي هو انتصار قيمه ومبادئه ومحتواه وهذا ما كان مفقوداً في الظروف التي ثار فيها الامام الحسين (عليه السلام).
- وهنا يأتي التساؤل ماهو موقع ثورة الامام في التاريخ الاسلامي؟ ولماذا نحيي ذكرى ثورته ونعتبرها معركتنا جميعاً؟
والجواب: ان الامام الحسين (عليه السلام) تجرد لله، وفي سبيله، وتنازل عن كل شيء في سبيل هذه الرسالة، التي حملها على كتفه الكريم وقاتل من اجلها وقتل في النهاية ايضاً ...
ولذلك قيل :
(إن الاسلام محمدي الوجود، وحسيني البقاء).
فكان الامام الحسين مقروناً بالرسالة، والرسالة مقرونة بالامام...
إن الحسين كجسد قتل قبل أكثر من ألف عام، ولكنه كمبدأ وكقضية وكرسالة موجود في كل عصر وفي كل زمان.
وثورته لا شك هي ثورة الانسان.