متى دفن جسد الإمام الحسين عليه السلام ؟

الأربعاء 10 أغسطس 2022 - 06:57 بتوقيت غرينتش
متى دفن جسد الإمام الحسين عليه السلام ؟

النهضة الحسينية-الكوثر: هناك آراء ثلاثة في تاريخ دفن جسد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام), ذهب بعضهم إلى أنه (عليه السلام) دفن في اليوم الحادي عشر من محرم, وآخرون في اليوم الثاني عشر, وآخرون في اليوم الثالث عشر من محرم الحرام, والأخير هو المشهور.

اختلف المؤرخون في يوم مدفن الجسد الطاهر للامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته واصحابه على ثلاثة أقوال هي:

ا - اليوم الحادي عشر:

وهو مختار جملة من المؤرخين منهم ابن شهر آشوب، والمسعودي والبلاذري وابن كثير والطبري وابن الأثير. وهو الظاهر من الشيخ المفيد في إرشاده ومن تبنى رأيه كما سيأتي في النقطة الثانية, حيث قال: «وأقام - يعني ابن سعد - بقية يومه - يعني اليوم العاشر - واليوم الثاني - يعني اليوم الحادي عشر - إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين (ع) وأخواته، ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين (ع) فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى» . وكذلك العلامة الطبرسي في كتابه (إعلام الورى بأعلام الهدى).

والمعروف ... أن بني أسد إنما دفنوا الشهداء يوم رحيل ابن سعد بسبايا أهل البيت (عليهم السلام) إلى الطاغية عبيدالله بن زياد, أي في اليوم الحادي عشر.

2- اليوم الثاني عشر, وهو مختار السيد ابن طاووس.

3- اليوم الثالث عشر, وهو مختار السيد المقرم «ت 1391هـ» في كتابه "مقتل الحسين", ولم يذكر مصدر ذلك ومن يتبناه.

قال: (وفي اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد, لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله).

قال الشيخ عباس القمي في ذلك: (ومن المعروف «!» أن الأجساد الطاهرة بقيت ثلاثة أيام مرمية على الأرض دون دفن، ونقل عن بعض الكتب أنها دفنت بعد عاشوراء بيوم واحد، وهذا مستبعد؛ ذلك أن عمر بن سعد كان لا يزال في اليوم الحادي عشر لدفن القتلى من عسكره؛ وكان أهل الغاضرية قد ارتحلوا من نواحي الفرات خوفاً من ابن سعد، وبهذا الاعتبار فهم لا يجرؤون على العودة بهذه السرعة) .

ونفى الشيخ الطبسي في كتابه (مع الركب الحسيني) أن يكون الدفن في اليوم الحادي عشر لأن المسألة بالنسبة إليه إعجازية في حركة الإمام زين العابدين من الكوفة إلى كربلاء انطلاقاً من محاججة الواقفة مع الإمام الرضا ... وجاء في كلامه: «إذن خروجه إلى كربلاء بالأمر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لأنه لم يدخل المجلس إلا في اليوم الثاني عشر، إذ لم يكن عمر بن سعد قد دخل بعسكره وبالسبايا مدينة الكوفة إلا في نهار اليوم الثاني عشر).

ولعل الملاحظ والمشهور هذه الأيام هو الرأي الثالث وهو أنه دفن في اليوم الثالث عشر ... ومن هنا قال الطبسي في كتابه مع الركب الحسيني «لكن ظاهر بعض الآثار يدل على أن عملية دفن الأجساد المقدسة حصلت في اليوم الثالث عشر من المحرم...».

الخلاصة:

إنّ المشهور بين الأعلام - بعد فقد النصوص الدالة على تاريخ يوم دفن جسد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته واصحابه – إنّ يوم الدفن كان في اليوم الثالث عشر من شهر محرم, أي بعد ثلاثة ايام من استشهاده (ع).

إقرأ أيضا: الحسين (ع) سبط النبي (ص) صريعا في عرصات كربلاء