إذا مات الضمير ذهب كل شيء ...!!

السبت 5 أغسطس 2017 - 14:24 بتوقيت غرينتش
إذا مات الضمير ذهب كل شيء ...!!

إذا مات القلب ذهبت الرحمة إذا مات العقل ذهبت الحكمة وإذا مات الضمير ذهب كل شيء.

تفشت في مجتمعنا أمراض عدة ناتجة عن ترسبات الماضي وإخفاقات الحاضر وانحدار في مستوى الضمير, فبين الفساد المالي والإداري للكبار المسؤولين والرشوة والمحسوبية وغيرها, يقف الكثير من أرباب العمل والمهن بمختلف أنواعهم في حال سبات أو موت للضمير, فكثير من التجارة والمهن الإنسانية والصحية والخدمية لا يراعون الله والمواطن المستهلك والمريض في عملهم, لا يراعون حتى معايير العمل أو قواعد العمل الصحيح, حيث أن العامل الجيد وصاحب المهنة الجيدة والطبيب الجيد إذا أدى عمله بصورة متقنة فإنها تكون رصيد حساب لسمعته ومهنته والعكس صحيح, إلا إننا نعيش اليوم أزمة حقيقية للضمير واكل مال الحرام عبر مخالفة أخلاق المهنة ومعايريها وما تعاقد عليه الطرفان, فلا تجد إلا ما ندر من يصدق معك باتفاقه من أصحاب الإعمال والتجار والمهن المختلفة, بل يحاولون وبكل قوة استغلالك واستغفالك وسرقة أموالك بطريقة غير سلمية وصحيحة تحت عنوان تأدية الخدمة المتفق عليها, ولان للباطل أنياب قذرة فلا يستطيع الطيب الدفاع عن حقه بفضل وجود قوانين اخرى تدافع عن الباطل,واقصد بهم بعض شيوخ الباطل من شيوخ العشائر كما يدعون أنفسهم الذين يقلبون الحق الى باطل والباطل الى حق بزعمهم, فيكون الابتعاد والسكوت درئا للمشاكل هو الخيار الإجباري, حالة لا يجب السكوت عنها من جميع الإطراف النخبوية والإعلامية والثقافية والمؤسسات والمرجعيات الدنية, فلقد استشرت وانتشرت بصورة عجيبة غريبة, بدائها التجار ببضائعهم رديئة الصنع وغالية الثمن مقارنة بما يعرضوه شملت كل نواحي البضاعة المستوردة ,بضائع رخيصة لفاسدة وغير سلمية وملوثة بالإشعاعات في بعض الأحيان لم تخضع للفحص والتقييس والسيطرة النوعية, حتى وصلت الى دواء المريض وأغرقت الأسواق بها, نتيجة لهذه المقدمات الكثيرة واقعا, بات المجتمع العراقي يعيش أزمة من فقدان للضمير وفي مختلف المجالات, الأمر الذي اشر على كثير من حالات الاتفاق المبطن بين أصحاب المهن لاستغلال المريض أو الزبون , الطبيب يتفق مع مختبرات الأشعة والتحليلات والصيدليات وله نسبة, الفيتر يتفق مع معرض الأدوات وله نسبة , والقائمة تطول جدا, هذه بداية النهاية لمجتمع أتسمم بتبادل الثقة, يجب أن تكون هناك  وقفة جادة من جميع الإطراف لتدارك هذا الخطر المحدق.  ومراجعة النفس فالدنيا الى زوال.  قال حكيم اعترف بخطئك سريعا وبتواضع فالناس تعرف بالفعل أنك أخطأت ولكنهم سيقدرون حسن خلقك, فكل من أخطأ ولم يصوب خطأه فإنه يقترف خطأ آخر.
 
الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي