ثلاث شقيقات كفيفات يتمكن من حفظ القرآن الكريم

الإثنين 3 يوليو 2017 - 06:40 بتوقيت غرينتش
ثلاث شقيقات كفيفات يتمكن من حفظ القرآن الكريم

نجحت الشقيقات الكفيفات، صبرينة وحنان ووحيدة، من بلدية "قيقبة" بولاية "باتنة" الجزائرية، في تحدي الإعاقة والفقر والعزلة، وتمكنّ من حفظ كتاب الله كاملاً مع إتقان أحكام الترتيل.

نجحت الشقيقات الكفيفات، صبرينة وحنان ووحيدة، من بلدية "قيقبة" بولاية "باتنة" الجزائرية، في تحدي الإعاقة والفقر والعزلة، وتمكنّ من حفظ كتاب الله كاملاً مع إتقان أحكام الترتيل.

هذه الشقيقات الثلاث من عائلة "دامس" التي تقطن ببلدية "قيقبة" التابعة إلى ولاية "باتنة" الجزائرية، لكنها أقرب إلى سطيف بمجاراتها لبلدية عين أزال.

وفي هذه المنطقة للفقر جذور وأصول امتدت عبر السنين، وفي هذا المكان الطموح يكاد يكون غير مشروع والأيام متشابهة ليس فيها للناس حق في يومهم ولا أمل في غدهم، وأكبر الطموحات لدى الأهالي لا تتعدى ضمان قوت اليوم وهي مهمة صعبة لدى العديد من العائلات كهذه العائلة التي رزقت بثلاث كفيفات تربين على يدي أم لها إرادة من حجر وصبر من أيام النبي أيوب.

فسهرت على التكفل بهن في ظروف مشتقة من مستخلص العذاب فلم تكن لتغفل عنهن ولا مجال للابتعاد عنهن على مدار الساعة، فحرصت على التكفل بهن في الصغر وظلت بجنبهن إلى أن أصبحن نسوة، وهي المهمة الشاقة التي تحملها معها الوالد الذي تحدى هو الآخر عزلة المكان وتنقل ببناته إلى قسنطينة لتعليمهن بمدرسة المكفوفين حيث تعلمن اللغة ليعدن إلى البيت بزاد علمي سمح لهن بحفظ القرآن الكريم كاملاً.

فكان على البنت الوسطى صبرينة أن تتعلم لغة المكفوفين وبها ساعدت أختيها على الحفظ إلى أن نجح الثلاث في ختم كتاب الله. وحرصت صبرينة على تعلم أحكام الترتيل للحفاظ على النطق السليم ومخارج الحروف، والبنات الآن يعكفن في هذا الشهر الفضيل على مراجعة القرآن بالمواظبة على قراءة أربعة أحزاب في اليوم. 

وتقول وحيدة إن الحفظ لم يكن من المهمات المستحيلة، وقد نجحنا في ذلك بالإرادة، فكنا نحفظ بالسمع ونثبت القرآن في صدورنا بمتابعة المقرئين.

والفضل يرجع إلى الوالدين اللذين وفرا لهن كل الظروف لرفع هذا التحدي، فالوالد كان يتنقل بهن إلى المدرسة رغم بعد المسافة والأم كانت تسمح لهن بالتفرغ للقرآن وعدم القيام بأي مهمة في المنزل.

وبعد النجاح في المهمة، الفتيات اليوم يحلمن بدعم أكثر لتخطي عتبة الفقر والاندماج في الوسط القرآني ومختلف النشاطات والاستفادة من مختلف الأجهزة التي تساعدهن على تثبيت القرآن.

وهن ينصحن الفتيات في أي مكان بالغوص في بحر القرآن ليكون تاجاً لهن ولأهلهن. وإذا كانت صبرينة وأختاها من عائلة فقيرة تحتاج إلى الدعم، فإن منزلهن المتواضع تحول إلى منارة تشع بنور القرآن.

المصدر: بوابة الشروق