مساجد المغرب تفتح أبوابها للتبرع بالدم برمضان

السبت 17 يونيو 2017 - 08:26 بتوقيت غرينتش
مساجد المغرب تفتح أبوابها للتبرع بالدم برمضان

مع توالي أيام شهر رمضان المبارك، يزيد الإقبال على التبرع بالدم بالمساجد المغربية، تماشياً مع الحملات التي تطلقها الجهات المختصة لدعم بنوك الدم وتزويدها بالكميات الضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

مع توالي أيام شهر رمضان المبارك، يزيد الإقبال على التبرع بالدم بالمساجد المغربية، تماشياً مع الحملات التي تطلقها الجهات المختصة لدعم بنوك الدم وتزويدها بالكميات الضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعتقد عدد من المتبرعات أن تبرعهن يساهم في إنقاذ حياة كثيرين.

ومباشرة بعد انتهاء صلاة التراويح، تسابقت عشرات النساء من رواد مسجد أبي العباس السبتي بمدينة الدار البيضاء المغربية إلى الوحدة المتنقلة والمجهزة بكافة الأجهزة اللازمة للتبرع بالدم، التي وضعت في رحاب المسجد في إطار حملات التبرع بالدم التي تقام للمرة الخامسة على التوالي بأزيد من مئة مسجد بعدد من مدن المغرب طيلة الشهر الفضيل، تحت شعار "ونواصل الحملة لتستمر الحياة".

وبدا لافتا إقبال عدد كبير من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 عاما، وأخريات في أعمار متقدمة جئن في مجموعات، مما جعل الطاقم الطبي المشرف على العمل يوجه الراغبات في التبرع بدمهن اللواتي لم يتمكن من التسجيل القبلي إلى العودة في اليوم الموالي المخصص لهن.

وجلست عشرات المتبرعات على السجاد بقاعة الصلاة المخصصة لاستقبالهن ينتظرن دورهن للتمدد على أسرة التبرع لمدة عشر دقائق، وهي المدة التي تستغرقها كل عملية للتبرع بالدم، في حين ظلت نساء أخريات تتابعن مشهد الممرضات وهن يحملن كيس دم فارغا وحقنة صغيرة، ويعملن بدقة متناهية على سحب الدم من المتبرعات.

سعادة

وأعربت فاطمة -وهي إحدى المتبرعات المواظبات- عن سعادتها الكبيرة كونها تبرعت بشيء من دمها مع نفحات شهر رمضان المبارك، وقالت "بفضل هذه الخطوة، سيجري دمي في شرايين شخص آخر سيتمكن من الحياة بفضل هذا الدم المُتبرع به".

ولم يخف محمد الذي جاء ليتبرع بدمه للمرة الأولى بمسجد الساقية الحمراء بحي سباتة بالمدينة، أن عملية التبرع بالدم ستسمح له بالحصول على تحليلات مجانية، إضافة إلى التعرف على نوعية فصيلة الدم.

وأكد مدير المركز الوطني لتحاقن الدم بالمغرب الدكتور محمد بنعجيبة  أن الإقبال على التبرع بالدم في المساجد يرتفع مع توالي أيام رمضان بوتيرة تمكن من الاستجابة لجميع طلبات التبرع دون استثناء.

وحسب الأرقام التي أدلى بها مشرفون على العملية، فإنها تتراوح ما بين 90 و120 عملية تبرع يوميا منذ انطلاق الحملة، في حين يصل عدد المتبرعين في باقي أيام السنة إلى 20 أو 30 شخصا، في أحسن الأحوال.

وكشفت مسؤولة حملات التبرع بالمركز ناجية العمراوي أن الحملة تتوخى بلوغ نسبة 100% من التبرعات الطوعية، والحصول على 25 ألفا من أكياس الدم الكامل، و13 ألف كيس دم كامل بالمساجد، لتأمين الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية، ومواجهة النقص الكبير بعدد المتبرعين في هذه الفترة من السنة.

تحد

وتؤكد العمراوي أنه مع الحملة الرمضانية "تتجدد مساعي دعم بنوك الدم وتزويدها بالكميات الضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومعها تحفيز المواطنين للتبرع بالدم خلال شهر رمضان، وترسيخ هذه الثقافة ونشر الوعي بضرورة وفوائد ممارستها بشكل منتظم".

وتوضح أن التحدي المطروح يكمن في الرفع من عدد المتبرعين المنتظمين لضمان وفرة هذه المادة الحيوية.

ويعدّ شهر رمضان برأي كريمة النوني، الطبيبة المكلفة بالشراكة ما بين مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين والمركز الوطني لتحاقن الدم، مناسبة سانحة للتبرع بالدم بالنظر إلى التجمعات البشرية الكبيرة التي توجد بالمساجد، وباعتبارها إطارا مشجعا على العطاء، مشيرة إلى أن البعد الروحي يعطي لعملية التصدق بالدم معنى أعمق.

وأوضحت النوني أن كمية أكياس الدم المحصل عليها من التبرع في رمضان تكون أكثر بكثير من الشهور الأخرى.

وتابعت أن رمضان الماضي شكل حدثا غير مسبوق حين بادر آلاف المغاربة إلى توفير أزيد من 23 ألف كيس دم، مقابل عشرة آلاف كيس دم في رمضان 2014.

طموح منشود

وعلى الرغم من حملات التوعية المستمرة بأهمية التبرع بالدم التي تطلقها السلطات المغربية وبعض الجمعيات، فإنها لا تنجح في إقناع المغاربة بخوض عملية التبرع لتصل إلى المستوى المنشود، كما تؤكد الأرقام الرسمية.

وبلغ عدد المتبرعين بالدم عام 2016 زهاء 313 ألفا و654 متبرعا، وهو ما يعادل نسبة 0.95% من سكان المملكة.

ويبقى هذا الرقم وفق مراقبين بعيدا عن نسبة 3%، الذي توصي به منظمة الصحة العالمية كحد أدنى، بهدف مواجهة متطلبات الدم من مرضى وضحايا حوادث السير.

المصدر: الجزيرة نت