ما الذي يحدث في الطابق الثالث من مركز الشّرطة في المحرق في البحرين؟

السبت 3 يونيو 2017 - 11:02 بتوقيت غرينتش
ما الذي يحدث في الطابق الثالث من مركز الشّرطة في المحرق في البحرين؟

يروي أولئك المعتقلون في البحرين في الأيام العشرة الأخيرة تفاصيل مروعة. التقى الرّئيس ترامب بملك البحرين في 21 مايو/أيار وأكّد له تحسن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. بعد يومين، أدّت غارة شنّتها الشّرطة على قرية الدّراز إلى مقتل خمسة محتجين. وفي الأسابيع الأخيرة، تم اعتقال مئات الأفراد، واستهداف المعارضين.

وفي عصر يوم الجمعة 26 مايو/أيار، أرسلت لي ابتسام الصّايغ، وهي مدافعة [بحرينية] عن حقوق الإنسان، رسالة نصية قالت فيها إنّه تم استدعاؤها لتحقيق سيبدأ بعد ساعة، في الرابعة عصرًا.  إنّها المرة الثالثة هذا العام التي يتم فيها استدعاؤها للتحقيق، لكن الجو مختلف كليًا منذ لقاء ترامب بالملك. قالت إنه "أعلم أن الوضع اختلف كثيرًا عن المرات السّابقة".

نعرف بعضنا منذ ستة أعوام، والتقينا المرة الأخيرة في مارس/آذار في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، حيث كانت تلفت الانتباه الدّولي إلى انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النّظام البحريني.

استمر التّحقيق معها يوم الجمعة في الطّابق الثّالث من مركز الشرطة في المحرق، في مكاتب جهاز الأمن الوطني سبع ساعات. وقد تم نقلها فورًا إلى المستشفى بعد الإفراج عنها، لكونها  مصابة بجروح وصدمات نفسية.

وهي تصف كيف، خلال هذه السّاعات، ضُرِبت ولُكِمت بشكل مبرح، وتعرّضت لانتهاكات على خلفية طائفية. وفي أصداء قوية مماثلة لما حدث لكثير من السّجناء السّياسيين في العام 2011، بعد اعتقال آلاف الأفراد في أعقاب احتجاجات واسعة النّطاق للمطالبة بالدّيمقراطية، أفادت كيف أُجبِرت على غناء النّشيد الوطني البحريني ووصف أولئك الذين قُتِلوا على يد الشّرطة بالإرهابيين. وتقول إنّها تعرضت للضرب المبرح واللكم على رأسها وأجزاء مختلفة من جسدها عندما استخدمت مصطلحات حقوق الإنسان لوصف عملها، وإنهم هدّدوها بإيذاء أطفالها.

وتصف ابتسام الصّايغ كيف أجبِرت على الوقوف أثناء الاستجواب، معصوبة العينين،  كما تعرضت للاعتداء الجنسي. وتقول أيضًا إنّهم هدّدوها بالاغتصاب.

وتقول إنّ عددًا من الأسئلة تركز حول عملها في مجلس حقوق الإنسان. يبدو أنّ العائلة الحاكمة في البحرين حساسة إزاء صورتها الدّولية المروعة. ومن الواضح أنّ قولها الحقيقة عن عمل البلاد في مجال حقوق الإنسان قد أغضبهم.

وقد أخبرتني أنّه خلال التّعذيب، سألوها عن النّشطاء البحرينيين الآخرين، وعني، وعن هيومن رايتس فيرست، وقالوا لها إنّه "ليس هناك أي منظمة في العالم تستطيع إنقاذك أو إنقاذ النّشطاء، وسنلاحقهم واحدًا تلو الآخر".

وستظهر تقارير مفصلة أخرى عن التّحقيقات في الأيام والأسابيع المقبلة. ومن المُرجح أيضًا أن يتم استهداف المزيد من نشطاء حقوق الإنسان.

في العام 2011، وعدت الحكومة البحرينية بالامتثال لتوصية من لجنة مستقلة  بـ "توفير تسجيل سمعي بصري لجميع المقابلات التي تجرى مع الأشخاص المحتجزين". ومن الواضح أن ذلك لم يحدث.

في مايو/أيار من العام الحالي، أشارت لجنة مناهضة التّعذيب في الأمم المتحدة في ملاحظاتها بشأن البحرين إلى "ادعاءات كثيرة مستمرة بشأن تعذيب وسوء معاملة الأشخاص المحرومين من حريتهم في أماكن الاحتجاز... وإلى قلقها أيضًا إزاء مناخ الإفلات من العقاب الذي يبدو أنّه سائد كنتيجة لانخفاض عدد الإدانات بالتّعذيب والأحكام الصّادرة بحق الأفراد المسؤولين عن التّعذيب الذي يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى الوفاة، الأمر الذي لا يتناسب مع جسامة الجريمة".

التّعذيب أثناء الاحتجاز كان على مدى أعوام مشكلة مزمنة في البحرين، لكن نظرًا لكون الصّحافيين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان ممنوعين بحكم الواقع من زيارة البحرين، لا نستطيع زيارة مركز الشّرطة في المحرق لنسأل بشكل مباشر عما يحدث في الطّابق الثالث.

لكنّه سؤال يتوجب على ممثلي الأمم المتحدة، وموظفي السّفارة الأمريكية في البحرين والحكومات الأجنبية الأخرى طرحه على نحو طارئ وعلني، ويجب أن يكون السّؤال الأول الذي يطرحه كل دبلوماسي عند لقائه بعد ذلك بمسؤول حكومي بحريني.