وقال العلامة المجلسي – قدس سره – في معرض سرد نسب السيد ابن طاووس – نقلاً عن كتاب الإجازات لابن طاووس -: (قال ابن طاووس: يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد هو الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود – صاحب عمل النصف من رجب – بن الحسن المثنى بن السبط ابن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام... هذا اسمه ونسبه نقلاً من كتاب)
وقال المحقق البحراني رحمه الله – صاحب الحدائق الناضرة-:
وأمهما أي السيد رضي الدين أبو القاسم علي، والسيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد – على ما ذكره بعض علمائنا – بنت الشيخ مسعود ورام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان، وأم أمهما بنت الشيخ الطوسي، وأجاز لها ولأختها – أم الشيخ محمد بن إدريس – جميع مصنفاته ومصنفات الاصحاب، ويؤيده تصريح السيد رضي الدين – رضي الله عنه – عند ذكر الشيخ الطوسي بلفظ (جدي) وكذا عند ذكر الشيخ ورام بلفظه.
وقال المحدّث النوري رحمه الله في خاتمة المستدرك – بعد إيراد ما تقدم عنهما: ولا يخفى أن الذي يظهر من مؤلفات السيد أن أمه بنت الشيخ ورام الزاهد، وأنه ينتهي نسبه من طرف الأب إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي، رحمه الله، ولذا يعبر عنه أيضاً بالجدّ.
وأما كيفية الانتساب إليه، فقال السيد في الإقبال:
فمن ذلك ما رويته عن والدي – قدس الله روحه ونور ضريحه – فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة، بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة، عن خال والدي أبي علي الحسن بن محمد، عن والده محمد بن الحسن الطوسي – جد والدي من قبل أمه – عن الشيخ المفيد، إلى آخره.
فظهر ان انتساب السيد إلى الشيخ من طرف والده أبي إبراهيم موسى الذي أمه بنت الشيخ، لا من طرف أمه بنت الشيخ ورام.
وما ذكروه من ان أم السيد – يعني زوجة ورام – بنت الشيخ فباطل من وجوه.
أما أولاً:
فلأن وفاة ورام في سنة 606، ووفاة الشيخ سنة 460، فبين الوفاتين مائة وستة وأربعين سنة، فكيف يتصور كونه صهراً للشيخ على بنته وإن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ – مع أنهم ذكروا أن الشيخ أجازها؟!
وأما ثانياً:
فلأنه لو كان كذلك لأشار السيد في موضع من مؤلفاته لشدة حرصه على ضبط هذه الأمور.
وأما ثالثاً:
فلعدم تعرض أحد من أرباب الإجازات وأصحاب التراجم لذلك، فإن صهرية الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها كما تعرضوا في ترجمة ابن شهريار الخازن وغيره.
ويتلو ما ذكروه هنا في الغرابة ما في اللؤلؤة وغيرها أن أم ابن إدريس بنت شيخ الطائفة، فإنه في الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في العادة، فإن وفاة الشيخ في سنة ستين بعد الأربعمائة، وولادة ابن إدريس – كما ذكروه – في سنة ثلاثة وأربعين بعد خمسمائة، فبين الوفاة والولادة ثلاثة وثمانون سنة ولو كانت أم ابن إدريس في وقت إجازة والدها لها في حدود سبعة عشر سنة مثلاً، كانت بنت الشيخ ولدت ابن إدريس في سن مائة سنة تقريباً، وهذه من الخوارق التي لا بد أن تكون في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار.
والعجب من هؤلاء الأعلام كيف يدرجون في مؤلفاتهم هذه الأقوال والحكايات بمجرد أن رأوها مكتوبة في موضع من غير تأمل ونظر.
ثم إن تعبيرهما عن الشيخ ورام بالمسعود الورام أو مسعود بن ورام اشتباه آخر، فإن المسعود الورام أو مسعود بن ورام غير الشيخ ورّام الزاهد صاحب تنبيه الخاطر فلا تغفل.