تصعيد ميداني في المحافظات الجنوبية يعكس صراع النفوذ داخل تحالف العدوان | مع المراسلين

الأربعاء 17 ديسمبر 2025 - 05:11 بتوقيت غرينتش

شهدت المحافظات الجنوبية لليمن خلال الفترة الأخيرة تصعيدا ميدانيا لافتا مع إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات إطلاق عملية عسكرية جديدة في محافظة أبين، ويأتي هذا الإعلان في سياق سعي المجلس إلى توسيع نطاق سيطرته الميدانية خالية معاقله التقليدية في عدن ولحج والضالع مستهدفا مناطق تخضع لنفوذ قوات موالية للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.

خاص الكوثر - مع المراسلين

ووفق تقارير دولية فإن العملية تمثل خطوة متقدمة في مشروع المجلس لإعادة رسم خريطة السيطرة في جنوب البلاد.

التقدم العسكري للمجلس الانتقالي في أبين يعكس حالة التنافس المتصاعد داخل معسكر تحالف العدوان حيث تدعمه الإمارات القوات التابعة للمجلس في مقابل دعم سعودي مستمد للقوات الحكومية، هذا التباين في الأجندات أدى إلى توترات ميدانية وسياسية لاسيما في محافظات إستراتيجية مثل أبين وحضرموت والتي تمثل أهمية أمنية واقتصادية.

وتؤكد مصادر صحفية غربية أن هذه التحركات وضعف جبهة الحكومة اليمنية التابعة للسعودية وتفتح الباب أمام صراع نفوذ جنوبي جنوبي بعيدا عن مسار التسوية السياسية الشاملة.

إقرأ أيضاً:

يأتي هذا التصعيد في ظل حديث متزايد من قيادات المجلس الانتقالي عن حق الجنوب في تقرير مصيره واعتباره الوحدة اليمنية صيغة غير قابلة للاستمرار من وجهة نظرهم، ويرى مراقبون أن العملية العسكرية في أبين لا تنتصر عن هذا التوجه السياسي بل تمثل ترجمة عسكرية لهدف فرض واقع جديد على الأرض قبل أي تسويات قادمة.

وفي المقابل تحاول السعودية احتواء الموقف عبر مساع سياسية واتصالات مع مختلف الأطراف خشية انزلاق الجنوب إلى جولات صراع مفتوحة تهدد ما تبقى من استقرار نسبي في المناطق الخاضعة لتحالف العدوان وبالتالي تخسر ما كانت قد حظيت به من نفوذ سابقا.

بينما تتصاعد المواجهات وتتبدل تحالفات يزداد المشهد الجنوبي تعقيدا في صراع عنوانه تقاسم النفوذ فيما يظل المواطن اليمني هو الخاسر الأكبر في معركة تدار بأجندات خارجية وتنفذ بأدوات محلية.