البن اليمني..أصالة نادرة تتقدم عالميا وتواجه اختبار الاستدامة|مع المراسلين

الخميس 4 ديسمبر 2025 - 07:01 بتوقيت غرينتش

يواصل البن اليمني ترسيخ مكانته كأحد أهم المنتجات الزراعية في العالم، ليس فقط بفضل جودته المصنّفة من بين الأعلى عالمياً، بل أيضاً لكونه نتاج منظومة زراعية تقليدية حافظت على أصناف نادرة لم تتعرّض لأي تعديل وراثي أو استنساخ عبر القرون.

خاص الكوثر_ مع المراسلين

ويؤكد خبراء القهوة أن اليمن ظلّ على مدى أكثر من 800 عام مصدِّراً للبن، حيث كان يُستخدم في بداياته كعلاج، قبل أن يتحول قبل نحو 600 عام إلى مشروب ينتشر عالمياً عبر ميناء المخا الذي أخذ اسمه من البن اليمني.
ويُعرف البن اليمني بخصائصه الحسية الفريدة ومذاقه المميز، وهو تميز لم يأتِ صدفة، بل جاء نتيجة عمليات زراعية دقيقة تشمل انتقاء الحبوب وتجفيفها يدوياً والحفاظ على البيئة الجبلية التي تنمو فيها الشجرة. ويعتبره المنتجون والمسافرون اليمنيون أجود الهدايا التي تمثل هوية البلاد وتراثها.
ويرى مزارعون أن البن اليمني “شجرة قومية” عُرفت منذ القدم، وظلت رمزاً ارتبط باسم اليمن تاريخياً، فيما يشير مختصون إلى أن الإنتاج والتصدير يشهدان نمواً ملحوظاً قد يصل إلى 15 ألف طن سنوياً.
ورغم ذلك، يواجه هذا المنتج الفريد تحديات كبيرة أبرزها التغير المناخي وتقلّص المساحات الزراعية وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يضعه أمام خيارين: إما حماية هذا الإرث واستثماره بما يضمن استدامته، أو تركه عرضة لضغوط سوق عالمية لا تعترف إلا بالإنتاج الوفير والسريع.
وبين أصالته المتجذّرة وتحديات البيئة والسوق، يبقى البن اليمني ثروة اقتصادية وتراثاً وطنياً يحتاج إلى صون يتناسب مع قيمته وقيمة بلد ارتبط اسمه بالقهوة منذ البداية.