خاص الكوثر - عراق الغد
قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي الدكتور طالب الصراف: هناك من راهن على أن هذه الانتخابات القادمة البرلمانية سوف لن تتم في موعدها، وهناك من قال إنها ستوجه ضربة للعراق، وآخرون هددوا بالخروج بتظاهرات لو تمت في موعدها. لكن الآن يبدو أن كل الأطراف المتناحرة والمتباينة في الآراء اتفقت على أن تتم هذه الانتخابات في موعدها، والكل سلّم بهذه الحقيقة.
وأضاف أن الهدوء الحالي، كما يرى بعض المتابعين، مرتبط بتغيرات في المواقف الدولية. فالدول التي كانت تخطط لتأجيل الانتخابات أو لخلق فوضى في العراق أعادت حساباتها، ويبدو أن هناك تحولاً في الرؤية الأميركية، إذ أن أوروبا تعتمد على التحليلات الأميركية والأكاديميين الأميركيين. هؤلاء يشيرون إلى أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة ضعف أو أفول نسبي في نفوذها العالمي، تماماً كما حدث سابقاً مع بريطانيا وفرنسا.
إقرأ أيضاً:
وأكد الدكتور الصراف أن واشنطن أدركت أن إشعال فوضى جديدة في العراق لن يكون في صالحها، لأن أي اضطراب سيقود بغداد إلى التقارب أكثر مع محور روسيا–الصين–إيران، وهو ما يعني خسارة المصالح الأميركية، خاصة في مجال الطاقة العراقية. مشيرا الى أن الإدارة الأميركية الحالية تفضل الحفاظ على الاستقرار النسبي خشية خسارة نفوذها الاقتصادي في المنطقة.
وختم صراف قوله: في المقابل، يرى بعض العراقيين أن داخل البلاد ما زالت هناك قوى تابعة لأجندات خارجية، ممن وُصفوا بـ"الجواسيس والخونة" الذين باعوا ضمائرهم، مدعومين من وسائل إعلام ومنظمات ضغط مثل "أيباك" الصهيونية. ومع ذلك، فإن المشهد العام يُظهر أن الجميع اضطر إلى القبول بواقع الانتخابات كخيار لا مفر منه، وسط تغير موازين القوى الدولية.