خاص الكوثر - السيد
في بداية حديثها قالت السيدة زينب نصرالله:"إن شاء الله أكون أشبه والدي، ليس فقط خَلقاً وإنما خُلُقاً وديناًـ أرجو أن أرث منه أثره الطيب، وسمعته العطرة، وأخلاقه الحسنة التي زرعها بين الناس، وتديّنه وإخلاصه لله سبحانه وتعالى، اللذين كانا أساس وصوله إلى هذه المكانة عند الله تعالى وعند الناس."
اقرأ ايضاً
وأضافت: "كثيرون يحبّون أن يعرفوا قصصاً عن والدي ويسمعوا عنه مواقف شخصية، وربما من مظلوميّاته أن مثل هذه القصص قليلة، بسبب عدم تواجده الدائم بيننا في العائلة، فمنذ ما قبل أن يصبح أميناً عاماً، كان مشغولاً إمّا بالتبليغ الديني أو بالمهام التي يتولّاها في الحزب لذلك، ومنذ طفولتي، كنت أعلم أن (بابا) قد لا يأتي اليوم، وربما يغيب أياماً أو يتأخر كثيراً ولهذا لم أعش معه الكثير من الذكريات التي تتمنّاها أي بنت مع والدها."
وتابعت كريمة شهيد الامة: مع ذلك، ظلّ تعلّقي بوالدي مميّزاً وخاصاً، ربما لأنني كنت أحظى بفرص نادرة للقرب منه كنت أشتاق إليه كثيراً، وأفرح عندما أكون وحدي إلى جانبه. أتذكر مثلاً أنّه في إحدى ليالي القدر رافقته وحدي إلى الإحياء، وكنت الوحيدة من إخوتي الحاضرة معه ومرة أخرى ذهبت معه في زيارة للإمام الرضا (ع)، وكان حضوري بجانبه له معنى خاص عندي."
وختمت زينب نصرالله حديثها بالقول: "من الذكريات القريبة إلى قلبي أيضاً، أنّه عند عودتنا من مراسم عاشوراء، كنّا نجلس أنا وهو والوالدة على الطاولة، وكانت أمي تقدّم كأساً من اللبن البارد، كان لذلك الموقف البسيط وقع مميّز في نفسي، لأنه جمعني بوالدي في لحظة عائلية نادرة، هذه الذكريات القليلة تبقى عندي أثمن ما أملك، وتحمل من الدفء والروحانية ما يجعلها حيّة في القلب والوجدان ما حييت."