خاص الكوثر - رحيل الشمس
قال السيد الطباطبائي إن الإمام الخميني جعل القضية الفلسطينية من القضايا الأساسية للعالم الإسلامي. وهذا الجعل لم يكن بعد انتصار الثورة الإسلامية فقط، بل منذ بداية نهضته. من جملة المواد التي شكّلت هذه النهضة كانت القضية الفلسطينية.
وأضاف: وهذه الثقافة في الحقيقة هي اقتباس من القرآن الكريم، واقتباس من الروايات الصادرة عن نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله، وعن أئمتنا المعصومين عليهم السلام. لأن القرآن حين يريد أن يبيّن ثقافة التوحيد وثقافة الإسلام، يبدأ أولًا بالكفر بالطاغوت: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله". يعني الكفر بالطاغوت مقدم على الإيمان بالإسلام.
وأشار مدير مؤسسة جبل الصبر الى ان الإمام الخميني جعل هذه النقطة الأساسية في نهضته. أذكر لكم قصة عن أحد قادة الفصائل الفلسطينية المعروفين، وأنتم والمشاهدون الكرام تعرفونه، وهو أحمد جبريل، قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وقد توفي قبل أكثر من ثلاث سنوات..
إقرأ أيضاً:
وتابع: عندما توفي أحمد جبريل، أصدر الإمام الخامنئي، حفظه الله، بيان تعزية بعد وفاته. وقد سمعت من أحمد جبريل شخصيًا هذه القصة، مرة في جلسة خاصة، ومرة في جلسة عامة بحضور نحو 400 شخص من علماء الشيعة والسنة، في سوريا، حيث وُلدت والدته.
قال لي أحمد جبريل رحمه الله: في الستينيات كنت شابًا، وأحث الشباب الفلسطينيين على تحرير فلسطين، وعلى مواجهة الظالمين والاستكبار والاستعمار، وأشجعهم على الحضور في ميدان الحرب مع إسرائيل.
لكن في يوم من الأيام، خطر في بالي سؤال: أنت تحث الناس والشباب على محاربة الصهاينة، وتشجعهم على البقاء في ميدان الجهاد، ولكن إذا استشهد أحدهم، فعلى من تقع مسؤولية دمه؟ على عاتق من؟
واختتم السيد الطباطبائي قوله: لذلك بدأت بالبحث، وكنت أبحث عن فتوى دينية من عالم سني أو شيعي تبرّر ذلك. تنقلت في بعض البلاد العربية، من سوريا إلى لبنان إلى غيرها من البلدان، لكنني لم أجد أحدًا من العلماء، لا من الشيعة ولا من السنة ، يجرؤ أو يستطيع أن يفتي بذلك، ويقول إن دم هؤلاء الشهداء في سبيل تحرير فلسطين وفي جهادهم ضد إسرائيل على عاتقي.