الكوثر_مناسبات
رواية الزواج
كان الإمام علي (ع) في سنة 1 هـ ابن أربع وعشرين سنة، وكانت فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها، بناءً على أن ولادتها كانت في السنة الخامسة بعد البعثة، وكان علي (ع) قد همّ بالتزوج من فاطمة نظراً لفضائلها، إلا أنه لم يتجرأ أن يذكر ذلك للنبي. ونقل أن سعد بن معاذ قد توسّط لعلي عند النبي، وعندما سأله سعد عن السبب الذي منعه (ع) أن يخطب من رسول الله ابنته، أجابه مستنكرا: "أنا أجترئ أن أخطب إلى رسول الله (ص)"؟ والله لو كانت أمة له ما اجترئت عليه. فحكي سعد مقالته لرسول الله فقال له رسول الله : قل له يفعل فإني سأفعل.
اقرأ ايضا:
ونقلاً عنه (ع) أنه أتى الرسولَ فطلب يد بنته فاطمة، فقال له النبي بأن رجالاً قد أقدموا على خطبتها، كما أخبره عن الكراهة التي شاهدها (ص) في وجه فاطمة عند إطلاعها بطلبهم، ثم طرح عليها الخطبة التي قدمها ابن عمه قائلاً لها: إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربّي أن يزوجك خير خلقه وأحبّهم إليه، فسكتت ولم تولِّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة فقام وكبّر. ثم أتى جبرئيل وأيّد العقد.
ونقل أيضاً أنه بشّر رسول الله علياً في نفس المجلس الذي طلب فيه يد السيدة الزهراء (ع)، بأن الله تعالى قد زوجهما في السماء من قبل أن يزوجهما في الأرض.
وفي رواية أخرى عن النبي (ص) قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله تعالى أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من علي. فرفعت فاطمة (ع) رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله».
قال أنس: أقبل علي فتبسم النبي (ص) ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت». فقال علي: قد رضيت يا رسول الله... فقال رسول الله (ص): «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب».
قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.
روايات خطبتها من قبل الصحابة
هناك روايات وردت عن طريق كتب العامة تتحدث عن خطبة فاطمة (ع) من قبل الصحابة، بينما يردهم النبي (ص)، ويزوّجها من الإمام علي (ع)؛
روايات العامّة
روى ابن الأثير بسنده عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة إلى رسول الله (ص) - فأبى رسول الله (ص) عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقلت: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها. فزوّجه رسول الله (ص) فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله (ص) فقال: ما لكِ تبكين يا فاطمة، فوالله، فقد أنكحتك أكثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً.
عن بريدة قال: خطب أبو بكر فاطمة فقال رسول الله (ص): «إنها صغيرة، وإني أنتظر بها القضاء». فلقيه عمر فأخبره فقال: ردّك، ثم خطبها عمر فردّه.
وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله (ص): (إنها صغيرة)، فخطبها علي فزوجها منه. أخرجه أحمد بن حنبل، والنسائي، والحاكم، وابن سعد.