خاص الكوثر - نور الهدى
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ.
ويتلّخص ما قالوه في سبب النزول: إنّ رسول الله تجهّز لغزو مكة، ولمّا عَلِم حاطب بذلك كتب إلى قريش يحذرهم، ودفع بكتابه إلى امرأة، فأوحى الله إلى رسوله بخبر حاطب، فبعث في طلب المرأة جماعة من أصحابه، منهم الإمام علي فأدركوها في الطريق، ولمّا سألوها عن الكتاب أنكرته، فصدّقها بعضهم، وكذّبها الإمام وهدّدها بالقتل، فأخرجت الكتاب من ضفائرها، فجاءوا به إلى الرسول فقال لحاطب: من كتب هذا؟ قال: أنا يا رسول الله، فوالله ما كفرتُ منذ أسلمت، ولا غششتُ منذ آمنت، ولكني صانعتُ قريشاً حمايةً لأهلي من شرّهم، وقد علمتُ أنّ الله خاذلهم، فصدّقه الرسول وقَبِل معذرته.
إقرأ أيضاً:
امتحان المرأة المهاجرة:
جاء في كتب التفسير: إنّ الآية العاشرة والثانية عشر نزلت بعد صلح الحديبية، وكان في العهد المكتوب بين النبي وبين أهل مكة، أنه إن لَحِق من أهل مكة رجل بالمسلمين ردّوه إليهم، وإن لَحِق من المسلمين رجل لأهل مكة لم يردّوه إليهم، ثم إنّ بعض نساء المشركين أسلمنَ وهاجرنَ إلى المدينة، فجاء زوج إحداهنَّ يستردّها، فسأل النبي أن يردّها إليه، فأجابه النبي أنّ الذي شرطوه في العهد ردّ الرجال دون النساء، ولم يردّها إليهم، وأعطاه ما أنفق عليها من المهر. وأما طريقة وأسلوب امتحانهنَّ، فهو أن يَستحلفنَ أنّ هجرتهنَّ لم تكن إلا من أجل الإسلام، وأنهنَّ لم يَقعنَ سبب لبغض أزواجهنَّ، أو حباً في أرض المدينة وما إلى ذلك.