في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

الأحد 1 ديسمبر 2024 - 04:19 بتوقيت غرينتش
في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

الزهراء فاطمة هي بنت محمد بن عبد الله (صلَّى الله عليه وآله) وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها

الكوثر_مناسبات

ولدت من أكرم أبوين عرفهما التاريخ البشري، ولم يكن لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيّرت وجه التاريخ، ودفعت بالإنسان أشواطاً بعيدةً نحو الأمام في بضع سنوات معدودات، ولم يحدّث التاريخ عن اُمٍّ كأمها وقد وهبت كلّ ما لديها لزوجها العظيم ومبدئه الحكيم، مقابل ما أعطاها من هداية ونور.

اقرأ أيضا:

* لقد عاشت السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) محن تبليغ الرسالة الإلهية منذ نعومة أظفارها، وحوصرت مع أبيها واُمّها وسائر بني هاشم في الشِعب ولم تبلغ ـ في بدء الحصار ـ من العمر سوى سنتين.وما أن رفع الحصار بعد سنوات ثلاث عجاف، حتى واجهت محنة وفاة اُمّها الحنون وعمّ أبيها وهي في بداية عامها السادس، فكانت سلوة أبيها في تحمّل الأعباء ومواجهة الصعوبات والشدائد، تؤنسه في وحدته وتؤازره على ما يلمّ به من طغاة قريش وعتاتهم.

وهاجرت مع ابن عمّها والفواطم، إلى المدينة المنوّرة في الثامنة من عمرها الشريف، وبقيت إلى جنب أبيها الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) حتى اقترنت بالإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فكوّنت أشرف بيت في الإسلام بعد بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إذ أصبحت الوعاء الطاهر للسلالة النبوية الطاهرة والكوثر المعطاء لعترة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) الميامين.

زواج أمير المؤمنين من فاطمة الزهراء (عليهما السلام)

* لقد قدّمت الزهراء (عليها السلام) أروع مثل للزوجة النموذج وللاُمومة العالية، في أحرج لحظات التاريخ الإسلامي الذي كان يريد أن يختطّ طريق الخلود والعلى في بيئة جاهلية وأعراف قَبَلية، ترفض إنسانية المرأة وتعدّ البنت عاراً وشناراً، فكان على مثل الزهراء ـ وهي بنت الرسالة المحمّدية الغرّاء ووليدة النهضة الإلهية الفريدة ـ أن تضرب بسلوكها الفردي والزوجي والاجتماعي مثلاً حقيقياً وعملياً يجسّد مفاهيم الرسالة وقِيَمها تجسيداً واقعيّاً.وقد أثبتت الزهراء للعالم الإنساني أجمع أنّها الإنسان الكامل الذي استطاع أن يحمل طابع الاُنوثة، فيكون آية إلهية كبرى على قدرة الله البالغة وإبداعه العجيب، إذ أعطى للزهراء فاطمة أوفر حظ من العظمة وأوفى نصيب من الجلالة والبهاء.

* أنجبت الزهراء البتول لعليٍّ المرتضى: سيّدي شباب أهل الجنّة وابنيّ رسول الله (الحسن والحسين) الإمامين العظيمين، والسيّدتين الكريمتين (زينب الكبرى واُمّ كلثوم) المجاهدتين الصابرتين، وأسقطت خامس أبنائها (المحسن) بعد وفاة أبيها في أحداث الاعتداء على بيتها (بيت الرسالة)، فكان أوّل قُربان أهدته هذه الاُمّ المجاهدة الشهيدة بعد أبيها من أجل صيانة رسالة أبيها من التردّي والانحراف.

 

تأريخ شهادتها (عليها السلام):

لا شك أنّ وفاة الزهراء (عليها السلام) كانت في السنة الحادية عشرة من الهجرة، لأنّ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) حجّ حجّة الوداع في السنة العاشرة، وتوفّي في أوائل السنة الحادية عشرة، واتّفق المؤرّخون على أنّ السيّدة فاطمة (عليها السلام) قد عاشت بعد أبيها أقلّ من سنة، علماً بأنّها كانت في ريعان شبابها كما كانت في أتمّ الصحة في حياة أبيها، نعم اختلفوا في يوم وشهر وفاتها اختلافاً شديداً .

فقد روي أنّها عاشت بعد النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) ستة أشهر . وقيل: خمسة وتسعين يوماً . وقيل: خمسة وسبعين يوماً أو أقلّ من ذلك .

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أنها قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة) .

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (وتوفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً) .

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري: وقبض النبيّ ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر  .

قال أبو الفرج الإصفهاني: وكانت وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) بمدّة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول ستة أشهر، والمقلّ يقول أربعين يوماً، إلاّ أنّ الثابت في ذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّها توفيت بعد النبيّ بثلاثة أشهر  .

ويطول الحديث في هذه الشخصية العظيمة ولا يسعها الاختصارات فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّةً وهي تحمل كلَّ أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الكرامة.

المصدر: العتبة الحسينية المقدسة