خاص الكوثر- نور الهدى
نقل أغلب المفسرين في سبب نزول الآيات الأولى إلى الرابعة من سورة المجادلة أن أمراة من المسلمات أتت النبي صلوات الله عليه وآله فقالت: يارسول الله أن زوجي لم يرى مني مكروه وقد أعانته على دنياه وآخرته وجئت لأشكوه اليك فقال لها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم : فما تشكينه ، فقالت قد قال لي أنت عليي حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري .
اقرأ أيضاً
فقال لها رسول الله : ما أنزل الله كتاباً اقضي فيه بينك وبين زوجك وأنا أكره أن أكون من المتكلفين ، فجعلت تبكي وتشتكي مابها إلى الله عزوجل وإلى رسول الله وانصرفت ، وسمع الله سبحانه وتعالى مجادلتها لرسول الله في زوجها وما شكت اليه ، فأنزل الله في ذلك قرآنا فدعا رسول الله تلك المرأة وقال لها جيء بزوجك ، فجاوؤا لعنده وسأله رسول الله عن الذي قاله لزوجته وقرأ عليهم ما أنزل الله (قدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿۱﴾الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿۲﴾.
وقال رسول الله للرجل ضم اليك امراتك فإنك قد قلت منكرمن القول وقدغفرالله لك ، وقد كره الله عزوجل الظهار للمؤمنين فأنزل فيه حد وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿۳﴾فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿۴﴾.