في الميزان..الشيخ العسالة: التوهم بإن الإيمان بالربوبية حاصل للكفار هو قول باطل غير معتبر

الإثنين 25 مارس 2024 - 14:30 بتوقيت غرينتش

الربوبية والألوهية، وقول الوهابية أن الإيمان بالربوبية حاصل للكفار والمشركين ، وأدلة القرأن وكلام العلماء حول تلازم الربوبية والألوهية ، هو ماناقشه الأستاذ في الأزهر الشريف فضيلة الشيخ الدكتور " سامي العسالة " خلال مشاركته في البرنامج الديني "في الميزان ".

خاص الكوثر - في الميزان

قال الدكتور سامي العسالة : قول جماعة أو حركة الوهابية إن الرسل لم يبعثوا إلا لتوحيد الألوهية فقط وهو إفراد الله في العبادة ، وأما توحيد الربوبية وهو إعتقاد أن الله رب العالمين هو المتصرف في أمورهم ، فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين والدليل قوله تعالى (وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللّهُ) فكلامهم هذا مردود عليهم فيما أدعوه من تسوية بين المشركين والمسلمين في توحيد الربوبية .

وأضاف الدكتور العسالة : وأما بالنسبة لإقرار المشركين لخلق الله السماوات والأرض فهو إقرار بإلسنتهم فقط ، فحين أن تصرفاتهم لم تثبت ذلك فهم كانوا يعبدون الأصنام والأوثان ، وإجابتهم بإن الله هومن خلق السموات والأرض لايعني ذلك بإنهم موحدون لرب العالمين ،أماعن أدلة الربوبية والألوهية فهي كثيرة وأذكر منها ماجاء عن لسان موسى(ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّار)هذا الآية تشمل لفظتي الربوبية والألوهية .

وتابع العسالة كلامه : أريد أن أؤكد على كلام العلماء وخاصة مشايخ الأزهر الشريف ، فقد جاء في مجلة نور الإسلام التي أصدرتها مشيخة الأزهر في الربيع الثاني 1352لعام  حول نقض تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية لفضيلة العلامة الشيخ يوسف الدجوي الأزهري حيث قال : أن قولهم بتقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية ، تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية ، وقال الله تعالى في بيان إعتقادهم في الأصنام (وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ).

وأردف : وقد دلت نصوص القرآن على تلازم الربوبية والألوهية معاً فمن آمن بربوبية الله توجه إليه بإثبات الألوهية ومن أثبت الألوهية كان مثبتاً للربوبية لا محالة ،فقد قال تعالى في اللفظتين (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) بدأها بالألوهية وأختتمها بالربوبية ، وأذكر عن ابن عاشور قوله : إن إعداد أنواع التوحيد وتقسيمها بحسب مفهوم كل منها لا محظور يعني لا إشكال فيه شرعاً أو علماً ، بل يمكن تقسيم التوحيد إلى أقسام كتوحيد الذات وتوحيد الأفعال وهذا ليس فيه خطأ ، أما الخطأ فهو في التوهم بإن الإيمان بالربوبية حاصل للكفار وهو قول باطل غير معتبر .

 لمتابعة حلقات في الميزان  اضغط هنا