خاص الكوثر - في الميزان

 قال الداعية الإسلامي الشيخ شاكر العاروري: أولاً إن حديث النبي (ص):(أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ.) هوثابت عنه ومتواتر عن أكثر من 10 من أصحاب النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ،أما القضية الثانية المتعلقة في فقه هذه النصوص إنني لا أعلم أحد من أهل السنة والجماعة يقول بإن الجهاد هو فقط جهاد دفع ، والإشكال الذي كان عن هذا الحديث ماجاء في رواية أنس بن مالك أن الرسول قال  (أمرت أن أقاتل المشركين ...) فأختلفوا بإن القتال هو فقط مع المشركين أم لا .

وأضاف المختص بعلوم الحديث الشيخ شاكر العاروري: أن لفظ المشركين في قوله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ ) واضح لم يقل لا دفاع ولا هجوم ، ولكن حيث تتطلب القتال فيجب مقاتلة المشركين ، أما دخول عموم الناس في هذا اللفظ هوموضوع البحث الذي يجب التوقف عنده ، وأنا سأضرب على ذلك مثالين من كتاب الله العزيزمن قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ) فجاء بأمر العبادة على الناس جميعاً سواء الكافر أو الكتابي .

وتابع الشيخ العاروري كلامه : والمثال الثاني قوله تعالى (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) والناس هنا هو لفظ عام أريد به خصوص ، وماجاء في رواية أنس بن مالك من لفظ المشركين يدخل في عموم لفظ الناس ، وأماعن قتل الأطفال والنساء فإن الرسول (ص) نهى عن قتلهم بإي حالة من الأحوال ، وفي قول الله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) لفظ فتنة وحسب علماء التفسير المتقدمين قالوا المقصود من لفظ (فتنة )هو الكفر .

لمتابعة حلقات في الميزان اضغط على الرابط