خاص الكوثر_ فلسطين الصمو
فأمام البطولات التي تسطرها المقاومة الفلسطينية في مناطق غزة ومدن الضفة الغربية وامام الصمود الاسطوري الذي يقدمه الشعب الفلسطيني واهالي القطاع في وجه آلة القتل والتدمير الهمجية الصهيونية لم يجد الاحتلال الا عمليات الاغتيال وسيلة للخروج من هذا المستنقع حيث قام باغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس الشهيد الشيخ صالح العاروري مع مجموعة من رفاقه في الضاحية الجنوبية في بيروت.
ولم يخفي الاحتلال نيته في تصفية رموز المقاومة وبالذات كل من خطط وشارك في عملية طوفان الأقصى البطولية ومثلما عمل على تشكيل خلية من الموساد لتصفية قادة في السابق في بيروت وتونس وباريس فانه شكل خلية مماثلة كان باكورة جرائمها اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه.
فأن أول ما تكشفه هذه الجريمة هو التواطؤ الامريكي السافر على رغم من اعلان تل أبيب انها لم تعلم واشنطن الا في لحظة التنفيذ وادعاء الاخيرة بانها غير متورطة فيما حدث لكن هذا الكلام لا يصمد امام حقيقة صارخة تمثلت باقدام الولايات المتحدة قبل يومين من عملية الاغتيال على سحب حاملة طائراتها التي ارسلتها الى شرق الفرات مع بداية عملية طوفان الأقصى كبداية لتهديد كل طرف ثالث يحاول ان يفتح جبهة قتال جديدة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
واخيرا فان اسرائيل اصرت على اغتيال الشهيد العاروري في هذا الوقت الدقيق بالذات التي تواجه فيه مخاطر كبيرة وقوية تهدد وجودها وخاصة ان نتنياهو اراد ان يحقق لنفسه نصراً يطل عمره السياسي بعد الضربة الموجعة التي وجهتها له عملية طوفان الأقصى والتي اذلت وجعلت سمعته السياسية في الحضيض.