الكوثر_ نهج القائد
في اللحظات والساعات الاخيرة اشتدّ العطش لدرجة دفعت الامام الحسين وبابي الفضل ليخرجا طلبا للماء ، لم يذهب ابو الفضل وحيداً.
وقد ورد كلام مدهش حول قتال هذان الأخوان الشجاعات والقويّان جنبا الى جنب في ميدان النّزال أحدهما كان الامام الحسين عليه السلام والذي كان عمره قد ناهز الستين عاما لكنّه كان من القلائل المعروفين بقوتهم وشجاعتهم والآخر كان اخوه الشّاب أبو الفضل العباس بتلك الصفات والخصال التي كان يعرفها الجميع والذي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً ونيّف.
كان هذان الأخوان جنبا الى جنب، وفي بعض الأحيان أحدهما خلف الآخر، وسط بحر من الأعداء يشقّان صفوف الاعداء لكي يتمكنا من الوصول الى ماء الفرات لعلهما يتمكّنان من احضار القليل منه
وسط تلك المرحلة الطاحنة يسعر الامام الحسين فجأة أن العدو قد فرق بينه وبين أخيه العباس في تلك المعمعة اقترب ابو الفضل أكثرمن الماء واستطاع الوصول الى شطّ الفرات
ينقل الرّواة أنه يملأ القربة بالماء ليأخذها الى الخيام وهنا يمنح أي انسان نفسه الحق بان يغرف غرفة من الماء ويرتشفها ليروي بها شفاهه الظامئة لكنه عليه السلام أثبت وفاءه هناك
عندما اغترف أبو الفضل العباس الماء بمجرد رؤيته للماء، " فذكر عطش الحسين" تذكر حينها شفاه الامام الحسين الظامئة لربما تذكر البنات والاطفال وهم يصرخون العطش العطش أولعله تذكر بكاء عبد الله الرضيع من العطش ولم يطاوعه قلبه على شرب الماء والقى بالماء على الارض ثم خرج..