في احدى الايام كنت اتجول في محاور الجبهة وكان هناك نقطة سيطر عليها العدو سابقا ثم ذهبت قواتنا واعادت السيطرة عليها . كنت اجول في المحاور واتفقد الوحدات والمتاريس وأزور اخواننا المجاهدين الاعزاء لاحظت فجأة اثنين من الاخوة المرافقين لي جاؤوا الي مسرعين ومضطربين وحزينين وهما يتصببان عرقاً ثم فصلوني عن أولئلك الذين يقدمون لي التقارير لكي يخبرونني بأمر معين .

لاحظت انهما حزينان فسألتهما ما القضية ، قالا بأننا كنا نجول في هذه المنطقة فوقع نظرنا على جسد شهيد ملقى منذ عدة ايام هنا تحت اشعة الشمس . انقلب حالي رأساً على عقب وحزنت كثيراً ثم طلبت من  الاخوة المسؤولين في ذلك المحور وتلك المنطقة بأن تابعوا هذه القضية بسرعة واجمعوا جسد هذا الشهيد واجساد سائرالشهداء الذين يمكن ان يكونوا في تلك المنطقة لكنني في نفس تلك الحال ، حدثت نفسي ان روحي فداء لجسدك المقطع يا ابا عبدالله .

هنا يدرك المرء كم عانت السيدة زينب الكبرى (ع) في تلك اللحظة التي القت بنفسها على جسد اخيها العريان وحيث صاحت بصوت حزين ولحن لا ارادي وملأت ارجاء المكان والتاريخ صاحت: بأبي المظلوم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى .

صلى الله عليك يا ابا عبدالله .