خاص الكوثر - أبرز المواضيع
في نظرة سريعة إلى بعض الأحاديث الدالة على عظمة الإمامة ودورها في حياة الأمة الإسلامية نذكر ما يلي:
(الإمامة نظام الأمة) عن علي “عليه السلام” و(الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين) عن الإمام الرضا”عليه السلام” ويفسر الإمام علي “عليه السلام” معنى كلمة نظام في نهج البلاغة فيقول: (مكان القيم من الأمر, مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه, فإذا انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً).
فالإمامة والولاية تعني حفظ الأمة الإسلامية والدين الإسلامي والسير بهما معاً نحو الأهداف الإلهية السامية المطلوب تحقيقها في الحياة الدنيا والتي تندرج تحت عنوانين كبيرين هما...(توجيه الناس نحو عبادة الله الواحد الأحد, وإعمار الأرض بما يحقق السعادة والهناء للإنسانية جمعاء ونشر الأمن والسلام بين البشر.....)
ولذا ورد في أحاديث كثيرة أن أهم ما بُني عليه الإسلام هو الولاية كما في الحديث المشهور: (بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية), ثم قال الإمام الباقر”عليه السلام” في نفس الحديث: (الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن).
ومن هنا نعتبر أن أخطر أمر على الأمة الإسلامية في تاريخها هو عندما رضيت بالتنازل عن خط الإمامة وما نتج عن ذلك من الحروب الدامية والمعارك المستمرة بين الحكام والطامعين في الحلول محلهم, مما أدى إلى تراجع حال الأمة الإسلامية وتعرضها لاعتداءات الصليبين تارة والمغول تارة أخرى, وصولاً إلى احتلالها من جانب القوى المستعمرة في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين ثم وقوع البلدان الإسلامية تحت رحمة أمريكا حالياً_ القوة المستكبرة التي تحاول الهيمنة على العالم بكل مقدراته وثرواته وتنشر نموذجها المنحرف للحياة الإنسانية ذلك النموذج الذي يجسد في ظاهره كل محرمات الإسلام ويجسد في باطنه هيمنة أئمة الجور على مجمل المجتمعات.