هذه التطورات وهذا والاتفاق الذي حصل  لم يكن وليد ساعته بل مر بمراحل طويلة من المفاوضات المعقدة والتي جرت في بغداد وعمان وختمت في بكين، الكثيرون لم يدركوا الابعاد الاستراتيجية الحقيقة لهذا المستوى من العلاقات بين طهران والرياض، خاصة بعد الهزيمة الامريكية في العديد من المناطق وخاصة في منطقة غرب اسيا وانسحابها المذل من افغانستان وتقهقرها الحالي والذي سيكون هناك انسحاباً مفاجئ من المناطق السورية  التي تحتلها امريكا، وقد شاهدنا انسحاب القوات التركية من بعض الاراضي السورية، الكثير من الامور بدأت تتحلحل وتثبت مصداقية هذه العلاقة، وهذا الامر الجدي الذي لا عودته منه خاصة نرى ان الولايات المتحدة الامريكية تلهث وراء عقد اتفاق جديد مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وبالشروط الايرانية، وفي نفس الوقت تذهب الى الدول العربية في الخليج الفارسي لعرقلة صفوة هذا الاتفاق وتحاول تخويفهم مجدداً من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

في الحقيقة الامريكان يخافون على مصداقيتهم المفقودة ويخاوفون على قدرتهم على التاثير على الاوضاع في المنطقة واندماج هذه الدول في علاقات وطيدة فيما بينهم يضعف  النفوذ الامريكي والصهيوني وتدخلاته في المنطقة، خاصة مع الازمة الدولية الخانقة التي تعاني منها امريكا في حرب اوكرانيا، وكذلك الازمة المرتقبة وهي ازمة تايوان مع الصين، اذن امريكا لم تعد قادرة ان تمسك بكل هذه الملفات وبدأ الحديث الان يدور في اروقة الامم المتحدة حول تعديلات جذرية في مجلس الامن الدولي ليضم اعضاء جدد وهذا اعتراف كبير من الولايات المتحدة، بان نظام القب الواحد قد انتهى الى غير رجعة، ونحن ذاهبون الى نظام متعدد الاقطاب وستكون الجمهورية الاسلامية الايرانية عضوا دائماً في مجلس الامن الدولي الناطقة باسم محور المقاومة، كل هذه التطورات هي التي تغشها الولايات المتحدة وتحاول ان تعرقل مسار الاتفاقات في المنطقة لان كلما تعددت الاتفاقيات بين دول المنطقة كلما تراجع النفوذ الغربي الاستعماري في المنطقة.

وحسب ما رجح في بعض المفاوضات غير المباشرة ما بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والامريكان انهم يحاولون القول ان هذا الاتفاق لو حصل سيكون ضمناً بعدم توجيه اي عمل عدواني عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية.

للمشاركة في المجموعة الخاصة لقناة الكوثر الفضائية على واتساب اضغط هنا

تابعوا برنامج قضية ساخنة على تويتر