قصيدة رثاء التابعي الشهيد ميثم التمار (رض) في ذكرى استشهاده

السبت 23 يوليو 2022 - 05:21 بتوقيت غرينتش
قصيدة رثاء التابعي الشهيد ميثم التمار (رض) في ذكرى استشهاده

اسلاميات-الكوثر: التابعي الشهيد ميثم بن يحيى التمار (رضوان الله عليه) كان خطيب شيعة أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) بالكوفة ومتكلّمها. قال ميثم (رض) لعبد الله بن عباس (رض): سلني ما شئت من تفسير القرآن الكريم، فإنّي قرأت تنزيله على أميرالمؤمنين (ع)، وعلّمني تأويله.

قدم ميثم (رض) الكوفة فأخذه عبيدالله بن زياد (الدعي ابن الدعي) فأدخل عليه، فقيل: هذا كان من آثر الناس عند عليّ (ع). قال: ويحكم! هذا الأعجميّ؟! قيل له: نعم. قال له عبيد الله: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد لكلّ ظالم، وأنت أحد الظلمة. قال: إنّك على عجمتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة، أنا أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، قال: لنخالفنّه، قال: كيف تخالفه؟ فوالله ما أخبرني إلاّ عن النبيّ (ص) عن جبرئيل عن الله تعالى. فكيف تخالف هؤلاء؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أوّل خلق الله ألجم في الإسلام.

اخذ ميثم (رض) يحدّث بفضائل بني هاشم، ومخازي بني أميّة وهو مصلوب على جذر نخلة، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. فقال: ألجموه. فلمّا كان في اليوم الثاني؛ فاضت منخراه وفمه دماً، ولمّا كان في اليوم الثالث، طُعن بحربة، فكبّر وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها . وكان مقتل ميثم التمّار (رض)  قبل قدوم الإمام الحسين (ع) العراق بعشرة أيّام، أي: في اليوم الثاني والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة 60 للهجرة.

وقد اجاد الشاعر الشيخ أركان التميمي في رثاء شهيد الولاء العلوي ميثم التمار

أمصلوبَ حُكم البغي مثلُكَ لايُـرى **** يُصّيرُ جذعَ النخـل للحـقّ منبـرا

تباروا للجمِ الحـقِّ فيـكَ بجَهدِهـمْ **** فألجمتَ من في الأرضِ تاه تكبـرّا

حملـت عليـاً فـي حنايـاك مبـدأً **** ولاقيتَ فيه قانـيَ المـوت احمـرا

تجرعت كأس الموت في حب حيدرٍ**** وذقت الحِمامَ المرَّ شَهْـداً مُزعفـرا

قطيعَ لسانٍ اخرسَ النُطـق صمتُـهُ**** وسفْـراً لآيـات البلاغـة سطّـرا

ومبتـورَ أعضـاءٍ يخالُـكَ ناظـرٌ ****عُقاباً على جـذعِ الكرامـةِ وكـرّا

وغيرَك لم يشهدْ وغى الحربِ ****فارساً أغـارَ بجـذعِ ثُـمَّ عـادَ مظفّـرا

وكنـتَ حقيقـاً بالسمـاءِ مكـانـةً ****فاُعليتَ عند الصَّلبِ عن عافر الثرى

وجذِعاً يبيسـاً قـد علـوتَ ليانـعٍ **** شموخـاً بأعـذاقِ العقيـدةِ أثمـرا

سنونٌ عجافٌ تعتريـه ولـم يـزلْ**** يعودُ رطيباً من حكايـاك أخضـرا

فيا ميثـمَ التمـار يـا سـرَّ حيـدرٍ**** ويا علمَه المكنـونَ دُرّاً وجوهـرا

عليـك سـلامُ الله مادامـت السَّمـا**** تضوعُ به ذِكـراكَ مسكـاً وعنبـرا

السلام عليك يا حواري أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) يوم ولدت ويوم استشهدت على جذع النخلة ويوم تبعث حيا لتخاصم من ظلمك.

إقرأ أيضا: التابعي ميثم بن يحيى التمار (رض) شهيد الولاء العلوي