إن مناظرات الإمام الرضا (ع) مع زعماء الدیانات الأخری فیها دروس وعبر وتعدّ نموذجاً مناسباً لمواجهة لسائلين.
وقد أشار المرجع الديني "الشيخ مکارم الشیرازي" في کتابه "مناظرات الإمام الرضا (ع) التأریخیة مع أتباع المذاهب والمدارس الأخری" الى بعض العبر والدورس من مناظرات الامام الرضا (ع) مع مراجع وزعماء الأديان والمذاهب الأخرى فیما یلي نشیر إلی بعض هذه الدروس؛
إن مناظرات الإمام علي بن موسی الرضا (ع) لیست أمراً تأریخیاً یعود إلی الماضي بل فیها درس لحالنا ومستقبلنا یساعدنا علی المحافظة علی حدود الدین الإسلامي وأسس مدرسة أهل اليبيت (عليهم السلام).
عندما لم یکن هناك وسائل إعلامیة إتخذ الإمام علي بن موسی الرضا (ع) من المناظرات مع الحاكم العباسي مأمون (الخؤون)، وسیلة فاعلة لنشر فکره لأن تلك المناظرات کانت تنتشر أخبارها فی جمیع أرجاء البلاد الإسلامیة.
إن الامام (ع) من خلال مناظراته مع (الخؤون) العباسي لم يحبط مؤامرات الحاكم في ذلك الوقت فحسب، بل حال دون انحراف المجتمع الإسلامي.
ومن الدروس التي نتخذ من تلك المناظرات هي كما یلي:
1 ـ يجب أن نتعامل بمنطق الحوار مع أتباع المدارس الأخرى، ولايجوز للمسلمين أن يقوموا برفع السلاح ويتخلوا عن المنطق والاستدلال الا فرضت الحرب عليهم.
2 ـ إن منطق الدین الإسلامي وأساسه العقائدي یتمتعان بقدر من القوة والرزانة التي تجعله لایخشی الحوار کما أن الإسلام فتح لجمیع أتباع الدیانات الأخری المجال لطرح أفکارها وذلك لإطمئنانه من قدراته المنطقیة والإستدلالیة.
3 ـ يجب أن يكون علماء الإسلام على دراية بجميع المدارس والمذاهب الأخرى كما عليهم أن يكونوا قادرين على التحدث إلى علماء الديانات بمنطقهم الخاص وإثبات تفوق الإسلام على أي مدرسة أخرى.
4 ـ يجب أن يكون بين علماء الإسلام من يعرف اللغات الحية في العالم والتحدث بلغات أخرى عند الضرورة دون وساطة المترجمين.
5 ـ على علماء الإسلام أن يستفيدوا إلى أقصى حد من وسائل الإعلام المتاحة في العالم لنشر صوت الإسلام والتعاليم القرآنية في العالم أجمع.
جدير بالذكر أن الإمام علي الرضا عليه السلام، (148 - 203 هـ) هو علي بن موسى بن جعفر المعروف بـالرضا، ثامن أئمة أهل البيت(ع) عند مدرسة أهل البيت (ع)، تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه موسى الكاظم (ع) واستمرّت إمامته حوالي 20 عامّاً. وله ألقاب عدة أشهرها الرضا، وكنيته أبو الحسن الثاني، ولد في المدينة المنورة عام 148 هـ، واستشهد بسمٍّ دُسَّ إليه في العنب أو الرمان، في طوس سنة 203 هـ، ودفن في مدينة مشهد، وصار مرقده مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان.
إقرأ أيضا: نفحات من حياة الامام الرضا عليه السلام في ذكرى مولده المبارك