فرحة اطفال محبي أهل البيت في ذكرى مولد الحسن السبط عليه السلام

الأحد 17 إبريل 2022 - 10:34 بتوقيت غرينتش
فرحة اطفال محبي أهل البيت في ذكرى مولد الحسن السبط عليه السلام

منوعات-الكوثر: في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك كنا هناك ممارسة شعبية تسمى (الماجينه) لأطفال أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في ذكرى مولد الامام الحسن (عليه السلام)، يقوم به أطفال المحلات من صبية حيث يجتمعون ويدورون على بيوت الاحياء والمحلات وهم ينشدون الأناشيد الشعبية الرمضانية.

يعتبر مناطق (جنوب العراق وجنوب ايران والكويت وبعض مناطق الخليج الفارسي)، هي مهد لهذه المناسبة . ومنها بدأت الانتشار .... تسمى في العراق (الماجينة) ..وفي اجزاء من البصرة ودول الخليج يسمى (القرقيعان) وفي مصر والتي دخلتها ايام الفاطميين يسمى (الوحوي) .. تصادف الماجينة ليلة النصف من رمضان والذي يصادف ذكرى ولادة اول احفاد الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) الامام الحسن (عليه السلام ).. حيث جاء ابناء الصحابة الى بيت فاطمة لتهنئة الرسول الاعظم والامام علي وفاطمة (عليهم جميعا سلام الله) بقولهم لولاك ما جئنا او ما جينا .

  وفي احد الروايات ان النبي (ص) قام بتوزيع الحلويات المتاحة في ذلك الزمن على اطفال المدينة وكانت عبارة عن تمر ممزوج مع الدقيق، فصار اطفال المدينة يذهبون الى بيت النبي طلبا للحلوى في يوم 15 رمضان من كل عام، وكان يعد العدة لذلك قبل يوم، حيث تقوم السيدة فاطمة الزهراء (ع) باعداد التمر الممزوج بالدقيق.

يبدأ الصبية في هذه الليلة بالانتشار في الازقة وهم يحملون الطبول الصغيرة والابواق ويطرقون ابواب الدور بابا تلو الاخر وينادون بالانشودة الشهيرة (ماجينه يا ماجينه ..حل الجيس وانطينه ) ويبقى هؤلاء الصبيه بانتظار صاحب الدار ليفتح لهم الباب حيث يدخولن باحة الدار وهم ينشدون ويقوم اهل الدار يتقديم الحلوى مثل (الزلابية , البقلاوة , الملبّس , المسقول , الزبيب.. والجكليت والتمر بالسمسم او بالطحين) اما اذا تأخر صاحب الدار عن الرد فان الصبية يرددون ( يا اهل السطوح تنطونه لو نروح ) وعندها يضطر صاحب الدار ان يعطيهم بعض المال بدلا من الحلوى اذا كانت غير متوفرة لديه . وعندما يمنحهم الهدية فانهم يمدحون ويتغزلون بابنه الكبير ويختمون الانشودة او الاهزوجة بمقطع ينشده كبير المجموعة بقوله (الله يخلي راعي البيت) ويردد بعده باقي افراد المجوعة (آمين) ليعود القائد ويقول (وبجاه الله واسماعيل) (آمين)... اما اذا امتنع صاحب الدار عن اعطاء الهدية او فتح الباب فانهم يرددون (يهل السطوح تنطونه لو نروح ؟)، وبعض الأحيان، اذا كان صاحب الدار فقيرا او من ذوي الدخل المحدود، يقوم اولاده بسكب الماء من سطح المنزل على المجموعة المنشدة، فيتفرق الاطفال وهم يرددون ( ذبوا علينه الماي ذوله اهل الفكر ). ومن الملفت للنظر ان العراقيين منذ قديم الزمان يحتفلون بهذه المناسبة على اختلاف مشاربهم .. وتمثل بالنسبة لهم مخزونا مهما من مخزونات الذاكرة .. ورغم تطور الزمن يبقى هذا النشيد خالدا .. ... (ماجينه يا ماجينه حلي الجيس وانطينه، تنطينه لو ننطيكم لبيت مكة نوديكم، ربي العالي يخليكم تنطونه كلماجينه... الله يخلي راعي البيت امين، بجاه الله واسماعيل امين)..اعاد الله هذه المناسبة على الجميع بالخير والبركة ... رمضان كريم على الجميع.