وقال فضل الله خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" وفاء لعطاءات المربي الراحل علي سويدان في حسينية بلدة ياطر الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات وعائلة الراحل، وجمع من الأهالي: "نحن نعتبر أنفسنا في حال حرب اقتصادية تحتاج إلى الصمود وسننتصر عليها، ولن يتمكن أعداؤنا من تحقيق أهدافهم باستهداف شعبنا في لقمة عيشه بعدما هزمهم في الحروب العسكرية".
أضاف: "الشعب اللبناني يحتاج إلى من يقدم له الحلول، وهي من مسؤولية الحكومة التي نسعى من خلالها للإسراع في وضع خطة التعافي المالي والاقتصادي، وتحميل الخسائر لمن تسبب بالأزمة وليس للمودعين. وموقفنا هو إلى جانب المودعين الذين وضعوا أموالهم أمانة في المصارف التي عليها أن تعيدها إلى أصحابها. كذلك، فإننا نرى أن هناك ممارسات سيئة من المصارف بما يتعلق بمعاشات الموظفين في الإدارة العامة والمتقاعدين، حيث أن إدارات هذه المصارف تحاول إذلال الناس والمودعين والموظفين، وعدم إعطائهم الحقوق المتوجبة عليها".
ورأى انه "كان الأحرى بالحكومة أن تستنفر ليس لمواجهة قرارات قضائية، وإنما لتفرض على المصارف إعادة أموال المودعين، والجميع رأى أنه مجرد أن أصبح هناك تحرك قضائي، استنفرت بعض الأطراف الموجودة في السلطة والمعارضة، ووجدنا أن هناك تشكلا من متناقضين، ممن هم على ضفتي نقيض: فهناك من في الحكومة، وهناك من يدعي أنه معارضة، وهناك من يدعي أنه ثورة، التقوا جميعهم من أجل حماية ما تقوم به هذه المصارف، وهناك من يريد أن يتجاوز القانون من أجل حماية هذه المصارف التي استولت على أموال المودعين، بينما موقفنا هو تطبيق القانون، وأن يأخذ الناس حقهم من خلاله، وهو ما عملنا عليه عندما باشرنا في مكافحة الفساد. فهناك من كان يطالبنا بالقيام بتحرك شعبي أو استخدام القوة أو القيام بثورة، ولكننا قلنا للجميع سنواجه الفساد عبر مؤسسات الدولة والقضاء رغم ما فيه من إشكالات، وهذا هو الخيار الصحيح".
كما رأى أن "المعركة الانتخابية التي يشهرها خصوم المقاومة ضدها في تحريضهم وبرامجهم ليست معركة محلية، أي أنها ليست تنافسا بين أفرقاء لبنانيين، لأن المعركة ضد المقاومة فرضتها الإدارة الأميركية عبر سفارتها في بيروت، فهي تريد من هذه الانتخابات استكمال الحصار الاقتصادي والمالي على لبنان بحصار سياسي على المقاومة، فهذا هو مشروعهم وهدفهم الذي يعلنون عنه جهارا في النهار من خلال الخطابات، وفي الليل عبر الشاشات".
وقال: "إن خصومنا لم يأتوا بعناوين إنقاذية إصلاحية مالية اقتصادية كي يتنافس المواطنون بين بعضهم على من يخدم الناس، ومن يقدم لهم برنامجا حقيقيا للخروج من هذه الأزمة المالية الاقتصادية التي يعاني منها كل الشعب اللبناني، وإنما نسمع في الداخل خطابا تحريضيا طائفيا متوترا يريد أن يستفز شعبنا وأهلنا، وهذا الخطاب هو الذي سيدفع الناس أكثر فأكثر للذهاب إلى الانتخابات، لأنهم سيدافعون من خلال أصواتهم عن مقاومتهم التي حررت أرضهم وتحمي وجودهم، وهم يرون كيف تتعرض للاستهداف السياسي من خلال الانتخابات. ولكن رغم ما نسمعه من خطاب هابط، لن ننزلق إلى هذا المستوى من الخطاب البذيء الذي يفتقد إلى الأدب والأخلاق واللياقات".