الكوثر - صحافة
تمكنت المقاومة اللبنانية من تسجيل تقدم كبير في المواجهة، حيث استهدفت بصواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة مواقع حيوية في عمق الأراضي المحتلة، بما في ذلك تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة. العمليات النوعية للمقاومة شملت استهداف تجمعات عسكرية وقواعد استراتيجية، مثل قاعدة "رامات ديفيد" و"بيت ليد"، ما أربك جيش الاحتلال وأظهر هشاشته في مواجهة المقاومة.
على الأرض، انسحب جيش الاحتلال من عدة محاور جنوب لبنان، وسط انهيار الروح القتالية لدى جنوده وارتفاع حالات الفرار من الخدمة. كما سجلت المقاومة إصابات مباشرة في صفوف الجنود الصهاينة، بينهم قتلى وجرحى، في عمليات نوعية استهدفت تجمعاتهم ومواقعهم العسكرية.
مأزق داخلي وضغوط متزايدة
تشير التقارير إلى عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي تقدم ميداني، في ظل تصاعد الخسائر البشرية والمادية. الدفاعات الجوية الصهونية فشلت في التصدي للصواريخ الباليستية الدقيقة، ما أثار تساؤلات في الداخل الإسرائيلي حول قدرة الجيش على حماية العمق الاستراتيجي للكيان.
تزامنًا، تواجه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية ودولية متزايدة لوقف التصعيد، وسط مخاوف من انهيار الجبهة الداخلية نتيجة الهجمات الدقيقة التي تنفذها المقاومة اللبنانية.
مفاوضات تحت النار
على المستوى السياسي، يقود المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين مفاوضات مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار. زيارته إلى بيروت شهدت لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومستشاره علي حمدان، حيث ناقش الطرفان الالتزام بالقرار 1701 وآلية تطبيقه، مع رفض لبناني واضح لأي مساس بالسيادة الوطنية أو ترسيم جديد للحدود.
الموقف اللبناني المدعوم من المقاومة نجح في فرض شروط على طاولة المفاوضات، حيث تراجع الاحتلال عن مطالبه المتعلقة بحرية التحرك العسكري وتدويل الحدود اللبنانية-السورية.
وأكدت مصادر مطلعة أن المفاوضات تسير باتجاه حل يضمن وقف الانتهاكات الصهيونية، مع تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها.
اقرأ ايضاً
دعم إيران ومحور المقاومة
في ظل هذه التطورات، أكدت إيران مجددًا دعمها الكامل للمقاومة اللبنانية. وجه قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد علي خامنئي رسالة تضامن إلى الشعب اللبناني، شدد فيها على وحدة المصير بين إيران ولبنان، وعلى أن المقاومة تمثل خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة.
كما نظمت قوى شعبية إيرانية حملة دعم للشعب اللبناني تحت عنوان "إيران متضامنة"، تضمنت إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة.
محور المقاومة يعيد صياغة المعادلات
أثبتت المقاومة اللبنانية مرة أخرى قدرتها على فرض معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. التصعيد الميداني والسياسي أظهر أن محور المقاومة يمتلك اليد العليا في إدارة المواجهة، مع دعم إقليمي ودولي يؤكد على أهمية تعزيز الموقف اللبناني في مواجهة العدوان.
مع استمرار التصعيد على الأرض وتحقيق المقاومة مكاسب ميدانية واضحة، يبدو الاحتلال في حالة ارتباك وضعف غير مسبوق. المفاوضات الجارية تحت النار قد تفضي إلى وقف إطلاق النار، لكن المؤكد أن المعادلات التي فرضتها المقاومة ستبقى حجر الأساس في أي تسوية قادمة، بما يرسخ معادلة الردع ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازن الإقليمي.