رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (50) أبو قتادة الأنصاري

السبت 26 فبراير 2022 - 06:43 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (50) أبو قتادة الأنصاري

اسلاميات-الكوثر: أبو قتادة الأنصاري ، الحارث بن ربعي بن رافع الأنصاري أحد كبار أنصار وأصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). كان أبو قتادة أحد الفرسان البواسل في جند النبي(ص)، وعرف بـ"فارس رسول الله"(ص)، وقد شارك في أغلب الغزوات والسرايا في عهد الرسول (ص)، كما وإنه حضر مع الإمام علي (علیه السلام) في معركة الجمل وصفين والنهروان. روى أبو قتادة عن النبي(ص) وجماعة آخرين من الصحابة.

اسمه ونسبه
اختلف في اسمه، قيل: اسمه النعمان، أو عمرو، كما ذكر نسب أبيه على أنّه ربعي بن بلدمة (أو تلذمة) بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غُنْم بن كعب بن سلمة، وامه: كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
حضوره في الغزوات والسرايا
كان أبو قتادة أحد الفرسان البواسل في جند النبي (ص)، وعرف بفارس رسول الله، وروي أنّ النبي الأعظم(ص) عدّه خير فرسانه في غزوة الغابة التي قَتل فيها أبو قتادة مسعدةً انتقاماً لمحرز بن نضلة.
شارك في أغلب الغزوات والسرايا، ولكن اختلف في حضوره غزوة بدر، ويرى ابن الأثير الذي أشار إلى هذا الاختلاف، أنّه لازم النبي(ص) في جميع غزواته ومنها غزوة بدر. كما روى الطبراني أنّ أبا قتادة كان يحرس النبي(ص) في الليلة التي نشبت في غدها غزوة بدر.
وفيما عدا غزوة بدر، فهناك إجماع على مشاركته النبي (ص) في غزوة أحد والغزوات التي تلتها، وحتى قيل إنه أراد سب قريش حينما غضب لمِا ألّم بالرسول الأعظم (ص) من حزن عظيم في غزوة أحد من جراء تصرفات الأعداء وسلوكهم وتمثيلهم بشهداء الإسلام، إلا أنّ النبي (ص) منعه من ذلك ودعاه إلى التؤدة والحلم.
مهمته الخاصة
جعل رسول الله (ص) أبا قتادة في السنة الثامنة للهجرة أميرا على سرية خضرة في شهر شعبان إلى ناحية غطفان، وكذلك أرساله بسرية إلى بطن إضم.
موقفه من خالد في مقتل مالك بن نويرة
كان أبو قتادة بعد وفاة الرسول (ص) في جيش خالد بن الوليد في حادثة مقتل مالك بن نويرة، وحينما أدرك ما ارتكبه خالد من اعتداء، ذهب إلى أبي بكر وأقسم بألاّ يخرج ثانية للحرب والجهاد تحت راية خالد، وقد حظي موقفه هذا باهتمام في كتب الكلام للإمامية مثل الشافي للشريف المرتضى.
في عهد الإمام علي (ع)
لقد كان أبو قتادة من الموالين للإمام علي عليه السلام والمدافعين عنه وعن إمامته، وفي عهده شارك معه في معركة الجمل وصفين، وكان من جملة فرسانه المرافقين له في واقعة الجمل حين دخول الإمام (ع) البصرة، كما كان قادة من جنده في حربه مع الخوارج، وكان يتولى قيادة الرجالة، كما ولي على مكة لفترة في عهد الإمام علي (ع).
موقفه من معاوية
روى المؤرخون أنَّ معاوية لما جاء المدينة لقيه أبو قتادة، فقال معاوية: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار، فما منعكم؟ قالوا: لم يكن لنا دواب، فقال معاوية - معرضا بهم ومعيرا لهم أنه كانوا مزارعين -: فأين النواضح - وهو الإبل التي تُسقى بها الأراضي، فأجابه أبو قتادة: عقرناها في طلب أبيك يوم بدر.
روايته للحديث
روى عن الصحابي الجليل (أبو قتادة) کل من (أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وعلي بن رباح وعبد الله بن رباح وجماعة آخرون منهم ابناه ثابت وعبد الله). نقلت عنه أحاديث كثيرة في كتب الحديث مثل الصحاح الستة. ومسند أحمد بن حنبل.
وفاته رضوان الله علیه:
كتب البعض أن سنة وفاة الصحابي الجليل (أبو قتادة)  38 هـ فيما ذكرها البعض الآخر في 40 هـ وقيل إنه توفي في الكوفة وصلى عليه الإمام علي (ع)، ولكن القول بوفاته في المدينة أشهر.


إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (49) عبادة بن الصامت الأنصاري