المكانة العلمية للسيد الحسني
كان السيد عبد العظيم الحسني من كبار العلماء والمحدّثين الشيعة، ومن أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي (عليهم السلام).
وروى أبو تراب الروياني قال: سمعت أبا حماد الرازي يقول: دخلت على علي بن محمد (عليه السلام) بسر من رأى فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها، فلما ودّعته قال لي: يا أبا حماد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني، وأقرأه مني السلام.
وكان من شدة ورعه أن عرض دينه على الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ، فلمّا نظر إليه الإمام (عليه السلام) قال: (مَرحباً بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقّاً).
فقال السيد عبد العظيم: (إني أقول إن الله واحد - إلى أن قال - إن الفرائض بعد الولاية ، الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال (عليه السلام): (هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة)، رواه الشيخ الصدوق مفصلا في صفات الشيعة والتوحيد ص 46، والمجالس ص 204، والإكمال ص 214.
ومن وصايا الإمام الرضا (ع) للسيد الحسني (رض)
)يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة ، فإن ذلك قربة إليَّ ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك واسخط ولياً من أوليائي ، دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين).
وقال المحدث القمي بشأن السيد عبد العظيم: (علو مقامهٍ وجلالة شأنه أظهر من الشمس ، فإنه من سلالة خاتم النبيين وهو من أكابر المحدثين وأعاظم العلماء والزهاد والعباد وذوي الورع والتقوى وهو من أصحاب الجواد والهادي وكان متوسلاً بهما أقصى درجات التوسل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع).
بعض مرويات السيد الحسني
روى علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني عبد العظيم الحسني في خبر طويل يقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء، وليس بجسم ولا صورة، خالق الأعراض والجواهر.
وروى عبيد الله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه السلام): ما تقول في الحديث الذي يروي الناس بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟ فقال: لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك إنما قال : إن الله عز وجل ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا ليلة الجمعة فينادي هل من سائل فأعطيه؟ وذكر الحديث وبهذا الإسناد عن الرضا (عليه السلام) في قوله (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) قال: مشرقة منتظرة ثواب ربها عز وجل.
وروى علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) ... فقال: يا غلام ممن المعصية؟ فقال: لا تخلو من ثلاثة:
إما أن تكون من الله عز وجل وليس منه، فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لم يكتسبه. وإما أن تكون من الله ومن العبد، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عاقبه فبذنبه، وإن عفا عنه فبكرمه وجوده.
وروى عبد الله بن موسى، عن عبد العظيم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا (عليه السلام) ، ثمانية أشياء لا تكون إلا بقضاء الله وقدره: النوم واليقظة، والقوة والضعف، والصحة والمرض، والموت والحياة.
إقرأ أيضا: سيد الري.. عبدالعظيم الحسني في ذكرى مولده المبارك