موقف قائد الثورة الاسلامية من بدعة التطبير

الأربعاء 18 أغسطس 2021 - 12:14 بتوقيت غرينتش
موقف قائد الثورة الاسلامية من بدعة التطبير

نهج القائد-الكوثر هناك بعض الظواهر والأعمال يمارسها اتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) دخيلة ليس لها أصل في الشريعة، ولا أشك في أنه لا يوجد من العلماء والمحققين من يقول أن كل ما عندنا من روايات وعادات وممارسات صحيح، ولا كل ما بين أيدينا من أمور ينبغي الاعتقاد بها، وإلا فما فائدة التحقيق والتدقيق، وإن وجد فهذا ليس له من العلم شيء. ونورد هنا خطاب للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) في /29 ذي الحجة 1414 هـ.

يقول الامام الخامنئي:  يؤسفني أن أقول إن أموراً جرت خلال الأعوام الماضية وأعتقد أن أيادي تقف وراءها، أموراً جرت أثارت الشبهات لدى كل من رآها، منذ القدم كان متعارفاً أن يضرب الناس أيام العزاء أجسادهم بالأقفال ثم تحدث العلماء عن ذلك فزالت تلك العادة، واليوم ظهرت هذه العادة مجدداً، ما هذا العمل الخاطئ الذي يقوم به البعض (التطبير) أيضاً من جملة هذه الأمور، ويعتبر عملاً غير مشروع.

اعلم أن البعض سيقول لكم من المناسب أن يتحدث فلان عن التطبير، وما دخله في الأمر، كان حرياً بهم أن يدعهم يضربون الرؤوس بالقامات (السيوف)، كلا لا يصح ذلك، لو كانت مسألة (التطبير) التي بدأوا يروجون لها في السنوات الماضية سائدة أيام حياة إمامنا الراحل (السيد روح الله الموسوي الخميني) رضوان الله عليه لوقف الإمام بوجهها، إنه عمل خاطئ البعض يمسكون بالقامات ويضربون بها رؤوسهم ليغرقوا بدمائهم، علام ذلك؟ وهل يعتبر ذلك عزاء؟ اللطم على الرؤوس هو العزاء، وعفوياً يلطم الذي نزلت به مصيبة، رأسه وصدره، هذا هو العزاء، العزاء الطبيعي، ولكن هل سمعتم أن أحداً راح يضرب رأسه بالسيف لفقده عزيزاً من أعزته؟ هل يعتبر ذلك عزاء؟ كلا، إنه وهم، ولا يمت ذلك إلى الدين بصلة، وما من شك بأن الله لا يرضى ذلك.

ربما من سلف من علمائنا لم يكن يستطيع أن يصرح بذلك، ولكننا اليوم نعيش حاكمية الإسلام وظهوره، فينبغي أن لا نقوم بعمل يجعل من المجتمع الإسلامي المحب لأهل البيت عليهم السلام والذي يفتخر باسم ولي العصر أرواحنا فداه وباسم الحسين بن علي عليه السلام وباسم أمير المؤمنين عليه السلام لا ينبغي أن نجعله في نظر باقي مسلمي العالم وغير المسلمين، يبدو وكأنه مجتمع خرافي وغير منطقي.

كلما فكرت في الأمر رأيت أنني لا يمكنني السكوت عن هذا العمل الذي هو بالتأكيد عمل غير مشروع وبدعة، فليكفوا عن هذا العمل، فإنني غير راض عنه، إنني غير راض من كل قلبي عن كل شخص يريد التظاهر بالتطبير، أحياناً كان يجتمع عدد من الأشخاص في ركن ناءٍ ويقومون بهذا العمل بعيداً عن أعين الناس وعن التظاهر بذلك أمامهم، ولم يكن أحد يتدخل في شؤونهم مشروعاً كان عملهم ذام أم غير مشروع، فقد كان يتم ضمن نطاق محدود، ولكن إذا تقرر أن يخرج عدة آلاف من الناس فجأة في أحد شوارع طهران أو قم أو مدن أذربيجان أو خراسان ويضربوا رؤوسهم بالسيوف، فإننا لن نقبل بذلك، وهذا أمر غير مشروع لن يرضي الإمام الحسين عليه السلام.
لا أدري من أين يأتي هذه الأمور لتنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية ومجتمعنا الثوري ؟ !1 .

_________

1- في مدرسة عاشوراء /آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله.