ذكرى المباهلة في الشعر العربي

الإثنين 2 أغسطس 2021 - 13:36 بتوقيت غرينتش
ذكرى المباهلة في الشعر العربي

اسلاميات-الكوثر: أمر الله تعالى رسوله محمد (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة إذ جاءه أساقفة نجران يجادلونه من بعد ما جاء من العلم والمعرفة، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (آل عمران/ 61).

في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام تسعة للهجرة النبوية، أمر الله تعالى رسوله الكريم بمباهلة نصارى نجران، وأن يقول لهم: إني سأدعو أبنائي، وأنتم أدعوا أبناءكم، وأدعو نسائي، وأنتم ادعوا نساءكم، وأدعو نفسي، وتدعون أنتم أنفسكم، وعندئذٍ ندعو الله أن ينزل لعنته على الكاذب مناّ.

وقد اهتم كثير من شعراء الولاء بتسجيل جملة من هذه الوقائع في قصائدهم مع بيان فني للدلالات العقائدية المستفادة منها.

والسيد الحميري من أبدع في هذا المجال هو أديب الولاء في القرن الهجري الثاني، وهو أديب الولاء وقد ابدع في شعره حادثة المباهلة المباركة .

نختار لكم في هذه المناسبة المباركة أبياتاً من قصيدتين للسيد الحميري فيها تصوير بليغ لهذه الواقعة التي خلدها الله عزوجل في قرآنه المجيد.

قال السيد الحميري في قصيدة له بعد ذكر مجموعة من مناقب الأنوار المحمدية ذاكراً خصائص هذه الشجرة الإلهية المباركة:

زيتونة طلعت فلا شرقيـّة *** تلقی ولا غربيّة في المحتد

مازال يشرق نورها من زيتها *** فوق السهول وفوق صمّ الجلمد

وسراجها الوهاج أحمد والذي *** يهدي إلی نهج الطريق الأزهد

وإذا وصلت بحبل آل محمد *** حبل المودّة منك فابلغ وازدد

بمطهّر لمطهّرين أبوّةً *** نالوا العلی ومكارماً لم تنفد

أهل التقی وذوي النهی وأولی العلی *** والناطقين عن الحديث المسند

الصائمين القائمين القانتين **** الفائقين بني الحجی والسؤدد

الراكعين الساجدين الحامدين **** السابقين إلی صلاة المسجد

الفاتقين الراتقين السائحين *** العابدين إلاههم بتودّد

************************

وبكرن علقمة النصاری إذ عتت *** في عزّها والباذخ المتعقـّد

إذ قال كرّر هاتم أبناءكم *** ونساءكم حتی نباهل في غد

فأتی النبي بفاطم ووليها *** وحسين والحسن الكريم المصعد

جبريل سادسهم فاكرم سادس *** وأخير منتجبٍ لأفضل مشهد

ويفصّل السيد الحميري في قصيدته العينية الحديث عن المباهلة الكريمة، فيقول :

وفي أهل نجران عشية أقبلوا  ***  إليه وحجّوا بالمسيح فأبدعوا

وردّوا عليه القول كفراً  ***  وقد سمعواماقال فيه وأروعوا

فقال تعالوا ندع أبناءنا معاً  ***  وابناءكم ثمّ النساء فأجمعوا

وأنفسنا ندعو وأنفسكم معاً  ***  ليجمعنا فيه من الأصل مجمع

فقالوا نعم فاجمع نباهلك بكرةً  ***  وللقوم فيه شرّة وتسرّع

فجاؤوا وجاء المصطفی وابن عمه  ***  وفاطم والسبطان كي يتضرّعوا

إلی الله في الوقت الذي كان بينهم  ***  فلمّا رأوهم أحجموا وتضعضعوا

**************************

اللهم اجعلنا من المصدقين برسالة رسولك الكريم محمد (ص) ومن المتمسكين بولاية أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ... اللهم آميييييين.