رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (33) ثابت بن قيس الأنصاري (رض)

الثلاثاء 29 يونيو 2021 - 06:51 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (33) ثابت بن قيس الأنصاري (رض)

اسلاميات-الكوثر: اسمه ونسبه : اسمه ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري من قبيلة الخزرج .

سيرته :

إنّ الحديث عن سيرة حياة الصحابي الجليل (ثابت بن قيس الأنصاري) يعني الحديث عن سيرة صحابيّ كان من أكثر الأنصار محبة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكان معروفا بالورع والتقوى، يُكنّى بأبي عبد الرّحمن، وكان متزوّجًا من ابنة عبد الله بن أُبي بن سلول، وأخوه لأمّه الصّحابيّ الشّهيد عبد الله بن رواحة، وقد شهد غزوة أحد وسائر الغزوات بعدها.
     ومن صفاته الأخرى أنه كان يجهر بالقول عند التكلم، فلما نزل قوله تعالى: (لا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ) ، قال ثابت: أنا كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي (ص) وأجهر له بالقول، فإذن قد حبط عملي، وأنا من أهل النار .
فانطوى على نفسه وأخذه الوساوس ، فذكروا حاله للرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أبلغوه أنه من أهل الجنة وليس من أهل النار .

خطيب الرسول ( ص)

    كان صوت الصحابي (ثابت الأنصاري) جَهُوْريًّا، وكان خطيب الأنصار وخطيب رسول الله (ص)؛ ففي يوم وفَدَ قوم من بني تميم ومعهم خطيبهم على رسول الله (ص)، فافتخر خطيبهم بأمور لهم، وقال: (الحمد لله الذي جعلنا ملوكاً ، ووهب علينا أموالاً عظاماً ، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثر عدداً و... ) ثم جلس، فأمر الرسول (ص) ثابتًا ليجيب خطيبهم فقام وقال:

     (الحمد لله الذي جعل السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يكن شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أنه جعلنا ملوكاً، واصطفى من خير خلقه رسولاً، أكرمهم نسباً، وأصدقهم حديثاً، وأفضلهم حسباً، فأنزل الله علينا كتاباً وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله على العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان بالله، فآمن به المهاجرون من قومه، وذوي رحمه، أكرم الناس أحساباً، وأحسنهم وجوهاً، فكان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاه رسول الله (ص) نحن، فنحن أنصار رسول الله وردؤه ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن نكث جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً، أقول هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم)  .
وروي أنهم على أثر هذه الخطبة المؤثرة لثابت بن قيس أعلنوا إسلامهم للنبي (ص).

موقفه من بيعة أبي بكر

      يُستفاد من كثير من الروايات بأن الصحابي (ثابت بن قيس) كان من أنصار أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) .
فمنها : أن (ثابت بن قيس) بعد أن همَّ القوم بإحراق دار الزهراء (ع) لامتناع الامام علي (ع) من مبايعة أبي بكر، فقال أمير المؤمنين لثابت بن قيس: إن القوم استضعفوني وأرادوا إحراق بيتي، لأنني ما بايعت أبا بكر، فقال له ثابت: يا علي هذه يدي بيدك، وأنا معك، لا يفرق بيننا إلا الموت .

استشهاده

استشهد الصحابي الجليل (ثابت بن قيس الأنصاري) (رض) في سنة ( ١١ هـ ) في معركة اليمامة ضدّ جنود مسيلمة الكذاب .