أول غزوة شارك فيها البراء بن عازب هي غزوة الخندق، وأما في غزوة بدر فقد أرجعه الرسول (ص) ، ولم يأذن له بالمشاركة هوومجموعة من شباب الصحابة ، لأن أعمارهم كانت لم تتجاوز الخامسة عشر .
وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) والتحاقه بالملأ الأعلى شارك البراء في فتوحات بلاد فارس ، وكان فتح بلاد الري على يديه ، وكان ذلك سنة ( ٢٤ هـ).
كما شهد البراء فتح مدينة تُستر (شوشتر)، وكان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاثة (الجمل – صفين – النهروان)، وقد أرسله الإمام الى الخوارج كي يدعوهم أن يعودوا الى معسكر الإمام علي (ع).
موقفه من بيعة أبي بكر :
روى المجلسي في بحار الأنوار : قال البَراء بن عازب: لم أزل لبني هاشم محباً، فلما توفي رسول الله (ص) تخوفت من قريش، لأني كنت أحس بأنها تريد أن تُخرج هذا الأمر (الخلافة) من بني هاشم .
وبعد إعلان بيعة أبي بكر كان البراء بن عازب، والمقداد بن الأسود، وعُبادة بن الصامت، وسلمان الفارسي، وأبوذر، وحُذيفة بن اليمان، وأبوالهيثم بن التيهان، من الرافضين لها .
ولاؤه لأمير المؤمنين (ع) :
كان البراء من خواص أمير المؤمنين (ع)، وكان يقضي معظم أوقاته عنده، فيسمع منه ويناظره، وفي مرة من المرات سأله أمير المؤمنين (ع):
كيف اعتنقت دين الإسلام ؟ ، فقال له : كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك ، تخف علينا العبادة ، فلما اتبعناك ووقعت حقيقة الإيمان في قلوبنا عرفنا معنى العبادة .
رواياته:
نقل عن البراء بن عازب مجموعة من الأحاديث النبوية. وتدل بعض الأحاديث التي نقلها أنّ له اهتمام بالسيرة النبوية.
ومن رواياته البارزة حديث الغدير. كما نقل البراء عن الصحابة بعض الروايات، وقد روى عنه الشعبي، وعدي بن ثابت، وأبو إسحاق السبيعي، وولدين من أولاده.
وفاته :
توفي البراء بن عازب سنة 72 هـ، وقيل سنة 71 هـ (الموافق 690 م) وكف بصره في آخر حياته، وعمره بضع وثمانين سنة، في الكوفة زمن سيطرة مصعب بن الزبير عليها، وكان له في الكوفة عقبًا.
إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (31) مسلم بن عبد الله المجاشعي (رض)