يطلق العيد على كل يوم يجمع الناس عامة ، و أصله من العود لأنه يعود كل عام و يتكرر، و قيل معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح و السرور.
ويوم العيد هو يوم العبادة الخالصة، ويوم التزاور وصلة الرحم، يوم الرحمة والشفقة والتواصل مع الفقراء والمساكين ومواساتهم، وهو يوم المحبة والعطف والحنان والعفو، ويوم التلاحم ورص الصفوف، فأين نحن من هذه القيم والتعاليم الراقية.
هل يوم العيد يوم فرح و ابتهاج و لبس الجديد؟
إن يوم العيد يوم فرح وراحة لمن عمل بما أمره الله، وتحلى بالقيم الإنسانية فعمل بواجباته وأطاع الله، وأنتهى مما نهاه عنه، راجيا رحمة ربه وأمن عذابه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته المعروفة التي أدلى بها في الجمعة التي سبقت شهر رمضان: " فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ".
اذن فمن لم يغفر له ولم يستلم الجائزة كيف يفرح!
عيد المطيعين
قال امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام): "کُلُّ یَومٍ لا یُعصَی اللَّهُ فیهِ فَهُوَ عِیدٌ" .
ورغم أن سمة العيد هو لبس الجديد، لكن الملابس الجديدة وحدها لا تصنع العيد، حيث أنه ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن أمن الوعيد.
وَنَظَرَ الامام الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عليهما السلام) إِلَى أُنَاسٍ فِي يَوْمِ فِطْرٍ يَلْعَبُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَاراً لِخَلْقِهِ يَسْتَبِقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ إِلَى رِضْوَانِهِ، فَسَبَقَ فِيهِ قَوْمٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنَ الضَّاحِكِ اللَّاعِبِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَيَخِيبُ فِيهِ الْمُقَصِّرُونَ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ وَمُسِيءٌ بِإِسَاءَتِهِ".
جوائز العيد
رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنَّهُ قالَ: "... إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَوَّالٍ نُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ أَنِ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ".
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا هِيَ بِجَائِزَةِ الدَّنَانِيرِ وَلَا الدَّرَاهِمِ" .
نحن و العيد
كيف يجب أن نكون في الاعياد، وبأي مظهر وسلوك يجب أن نظهر؟
هذا ما ينبغي أن يطرحه الانسان على نفسه ويسعى للحصول على الإجابة الصحيحة له.
بما أن الأعياد الإسلامية هي أيام عظيمة ومباركة تتنزل فيها الرحمة الإلهية لتشمل الناس جميعاً صغاراً وكباراً، لكن يكون النصيب الأوفر للمؤمنين والمؤمنات، فلا بد من الاهتمام بيوم العيد وليلته لأنها من الأوقات المميزة التي لا بد من إغتنامها.
إن يوم العيد يوم فطر (افطار)، ويوم زكاة، ويوم رغبة الى الله والى ما يرضيه، فهو يوم اجتماع على طاعة الله، يوم تحميد الله وتمجيده، يوم عبادة وتضرع ودعاء، يوم الجوائز الكبرى، يوم اتحاد المسلمين واظهار شوكة الاسلام.
إن يوم العيد يوم إدخال السرور على الفقراء والمساكين، ويوم التآخي ونبذ الخلافات، يوم المحبة والاحسان، يوم الشكر والدعاء، يوم صلة الارحام، ويوم الشفقة على الايتام الذين يفتقرون لحنان الامهات ولحماية الآباء، وبكلمة إن يوم العيد هو يوم الله فلنرضي الله فيه.