رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (28) كميل بن زياد النخعي (رض)

الثلاثاء 6 إبريل 2021 - 08:42 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (28) كميل بن زياد النخعي (رض)

اسلاميات-الكوثر: التابعي الجليل كميل بن زياد النخعي الكوفي (رضوان الله عليه)، ولد باليمن سنة سبع قبل الهجرة النبوية الشريفة.

أسلم كميل صغيراً وأدرك النبي (صلى الله عليه وآله)، وقيل أنه لـم يره، ارتحل مع قبيلته إلى الكوفة في بدء انتشار الإسلام، كان من سادات قومه، وله مكانة ومنـزلة عظيمة عندهم، ابتدأ ظهوره على الساحة الإسلامية في عهد عثمان، إذ كان أحد أعضاء الوفد القادم من الكوفة للاحتجاج على تصرفات ولاته الفسقة.

مواقفه :

    وقف مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه "سعيد بن العاص" والي عثمان على الكوفة يستنكرون عليه قوله: (إن السواد بستان لقريش).

    كان من الذين نفاهم والي الكوفة "سعيد بن العاص" منها إلى الشام (الى الطليق ابن الطليق، معاوية بن ابي سفيان) بأمرعثمان، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثم عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.

    دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم الى الكوفة، وأخرجوا "ثابت بن قيس" خليفة الوالي عليها، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع "سعيد بن العاص" والي الكوفة من العودة إليها، كما شارك كميل (رض) مع الذين ثاروا على سوء خلافة عثمان وحاصروه في داره .

     بايع كميل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد مقتل عثمان، وأخلص في البيعة، وكان من ثقاته، فلازمه وأخذ العلم منه، واختصه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها، وهوالدعاء المعروف اليوم بـ(دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرجال، إنه حامل سر الإمام علي (ع) اشترك مع الإمام علي (ع) في معركة صفين وكان شريفاً مطاعاً في قومه.

     نصّبه أمير المؤمنين (ع) عاملاً على بيت المال مدة من الزمن، وعينه والياً على (هيت)، فتصدّى لمحاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سلطة الإمام علي (ع).

      بايع كميل (رض) الإمام الحسن (عليه السلام) بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام).

شهيد على يد طاغية    

    قال الشيخ المفيد: روى جرير عن المغيرة قال: لمّا وُليَ الحجّاج بن يوسف الثقفي على العراق من قبل "عبد الملك بن مروان الأموي وابنه الوليد" طلب كميل بن زياد، فهَرَب منه، فحَرَم قومَه عطاءَهم، فلمّا رأى كميل ذلك قال: أنا شيخٌ كبيرٌ وقد نفد عمري، ولا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم. فخرج، فَدَفَع بيده إلى الحجّاج، فلمّا رآه قال له:
    لقد كنتُ أُحبّ أن أجد عليك سبيلاً. أجابه كميل:
    لا تصرفْ علَيّ أنيابك ولا تهدم عَليّ، فَوَاللهِ ما بقيَ من عمري إلاّ مِثلُ كواسر الغبار، فاقضِ ما أنت قاضٍ فإنّ الموعدَ الله، وبعد القتل الحساب! وقد خبّرني أمير المؤمنين (ع) أنّك قاتلي.
    قال الحجاج: الحُجّة عليك إذن.
    فقال كميل:  ذاك إذا كان القضاءُ إليك!
   قال الحجاج: بلى، قد كنَت فيمَن قتل عثمان، ثمّ التفت إلى جلاوزته فنادى به: إضربوا عنُقَه!
   فضُرِبت عنقه (رضوان الله عليه)، ودفن في ظهر الكوفة في منطقة تدعى الثوية، وكان ذلك في عام ٨٢ هـ، وقبره في مزار كبير شيد بين مدينتي الكوفة والنجف في منطقة تدعى حي كميل، ويزار طلبا للبركة  .

إقرأ أيضا رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (27) عمرو بن الحمق الخزاعي (رض)

وصدق قول الله تعالى فيه (مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا)  ﴿الأحزاب : ۲۳﴾