رابعاً: النقل التاريخي:
لقد اتّفق الكثير من علماء ومحدّثي مدرسة الخلافة ـ من أقطار متفرّقة ـ على تثبيت تاريخ ولادة الامام المهدي المنتظر، كالمالكي والشافعي والحنفي والحنبلي. إضافة إلى اتّفاق علماء ومحدثي مدرسة الامامة كلّهم على مولده الشريف (عج). وفي كلّ هذا يكون التواطؤ على الكذب محالاً.
ولا بأس بذكر بعض الاعترافات التي ذكرها بعض أعلام مدرسة الخلافة بأقلامهم بولادة الإمام المهدي(عليه السلام):
1ـ ابن الأثير الجزري (ت 630ﻫ)، قال في كتابه (الكامل في التاريخ) في حوادث سنة (260ﻫ): (وفيها تُوفّي أبو محمّد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وهو والد محمّد الذي يعتقدونه المنتظر).
2ـ ابن خلكان (ت 681ﻫ)، قال في (وفيات الأعيان): (أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجّة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين). ثمّ نقل عن المؤرّخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي (ت 577ﻫ) أنّه قال في تاريخ ميافارقين: (إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: في ثامن شعبان سنة ستّ وخمسين، وهو الأصح).
3ـ الذهبي (ت 748ﻫ) اعترف بولادته (عج) في ثلاثة من كتبه، ولم نتتبّع كتبه الأُخرى.
قال في كتابه (العبر): (وفيها ـ أي: في سنة 256ﻫ ـ ولد محمّد بن الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، أبو القاسم، الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجّة، وتلقّبه بالمهدي والمنتظر، وتلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر).
وقال في تاريخ (دول الإسلام) في ترجمة الإمام الحسن العسكري (ع): (الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمّد الهاشمي الحسيني، أحد أئمّة الشيعة الذي تدّعي الشيعة عصمتهم، ويُقال له: الحسن العسكري؛ لكونه سكن سامرّاء، فإنّها يُقال لها العسكر، وهو والد منتظر الرافضة، تُوفّي إلى رضوان الله بسامرّاء في ثامن ربيع الأوّل، سنة ستّين ومئتين، وله تسع وعشرون سنة، ودُفن إلى جانب والده).
وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجّة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ستّ وخمسين).
وقال في (سير أعلام النبلاء): (المنتظر الشريف أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين الشهيد ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، العلوي الحسيني، خاتمة الاثني عشر سيّداً).
4ـ ابن الوردي (ت 749ﻫ)، قال في ذيل تتمّة المختصر المعروف بـ (تاريخ ابن الوردي): (ولد محمّد بن الحسن الخالص، سنة خمس وخمسين ومئتين).
5ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت 974ﻫ)، قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصّه: (أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئتين... مات بسُرّ مَن رأى، ودُفن عند أبيه وعمّه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويُقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويُسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنّه سُتِرَ بالمدينة، وغاب فلم يُعرف أين ذهب).
6ـ الشبراوي الشافعي (ت 1171ﻫ)، صرّح في كتابه (الإتحاف) بولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن العسكري(عليهما السلام) في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة.
7ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت 1308ﻫ)، اعترف في كتابه (نور الأبصار) باسم الإمام المهدي ونسبه الشريف الطاهر وكنيته وألقابه، في كلام طويل إلى أن قال: (وهو آخر الأئمّة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية)، ثمّ نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدّم برقم 4.
8ـ خير الدين الزركلي (ت 1396ﻫ)، قال في كتابه (الأعلام) في ترجمة الإمام المهدي المنتظر: (محمّد بن الحسن العسكري الخالص بن عليّ الهادي أبو القاسم، آخر الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية... ولد في سامرّاء، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين... وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 552، وفي تاريخ غيبته: سنة 265ﻫ).
إقرأ أيضا: مولد الاقمار الشعبانية... (11) اتفاق المسلمين على ولادة الإمام المنتظر(عج)
وفي الحلقة القادمة سوف نتناول بأذن الله تعالى مراقبة السلطة لولادة الإمام المنتظر(عج)