رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (27) عمرو بن الحمق الخزاعي (رض)

الثلاثاء 23 مارس 2021 - 08:48 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (27) عمرو بن الحمق الخزاعي (رض)

اسلاميات-الكوثر: عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي (رضوان الله عليه)، صحابيّ جليل من صحابة رسول‏ الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين، والإمام الحسن ( عليهما السلام)، أسلم بعد صلح الحديبية، وتلقى الأحاديث من النبي (ص).

كان من الصفوة الذين حرسوا (حقّ الخلافة) بعد رسول ‏الله (ص)، فوقف إلى جانب أمير المؤمنين الامام علي (ع) بإخلاص‏ .

اشترك في ثورة المسلمين على عثمان، ورفع صوت الحقّ إزاء التغيّرات الشاذّة التي حصلت في هذا العصر .

شهد حروب أمير المؤمنين (ع) وساهم فيها بكلّ صلابة وثبات‏، وكان ولاؤه للإمام عظيماً حتى قال له (ع) : ليت أنّ في جُندي مائة مثلك .

ففي وقعة صفّين عن عبد الله بن شريك: قال عمرو بن الحمق: إنّي والله يا أمير المؤمنين، ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك، ولا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان يُرفع ذكري به، ولكن أحببتك لخصال خمس: إنّك ابن عمّ رسول ‏الله (ص)، وأوّل من آمن به، وزوج سيّدة نساء الاُمّة فاطمة بنت محمّد (ص)، وأبوالذرّيّة التي بقيت فينا من رسول ‏الله (ص)، وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد، فلو أنّي كُلِّفت نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي حتى يأتي عليَّ يومي في أمر اُقوِّي به وليّك، واُوهن به عدوّك، ما رأيت أنّي قد أدّيت فيه كلّ الذي يحقّ عليَّ من حقّك .

فقال أمير المؤمنين: اللهمّ نوِّر قلبه بالتقى، واهدِه إلى صراط مستقيم، ليت أنّ في جندي مائة مثلك ! .

أجل، كان عمرو الخزاعي مهتدياً، عميق النظر، وكان من بصيرته بحيث يرى نفسه فانياً في إمامه علي (ع)، وكان يقول له بإيمانٍ ووعي: ليس لنا معك رأي .

كان عمرو بن الحمق الخزاعي صاحباً لحجر بن عدي الكندي ورفيق دربه، وصيحاته المتعالية ضدّ ظلم الاُمويّين‏ هي التي دفعت معاوية إلى تدبير مؤامرة قتله .

عبّر عنه الإمام الحسين (ع) بـ (العبد الصالح الذي أبْلَتْه العبادة)، وعن الإمام الكاظم (ع): إذا كان يوم القيامة … ينادي منادٍ : أين حواري علي بن أبي ‏طالب (ع) وصيّ محمّد بن عبد الله رسول‏ الله ؟ فيقوم عمروبن الحمق الخزاعي ، ومحمّد بن أبي ‏بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد، واُويس القرني‏ .

قُتل عمرو الخزاعي على يد جند معاوية حيث كان متواريا في شعب الموصل سنة ٥٠ هـ ، بعد أن سجن زوجته في دمشق بغية استسلامه‏، واُرسل برأسه إلى معاوية، وهوأوّل رأس في الإسلام يُحمَل من بلد إلى بلد. ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته (آمنة بنت الشريد) فألقي في حجرها، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه، وقالت : غيبتموه عني طويلا، ثم أهديتموه الي قتيلا، فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية.

مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴿سورة الأحزاب آیه ۲۳﴾.

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (26) عبد الله بن بُديل (رضوان الله عليه)