من الأمور التي اهتم بها الإسلام مسألة الإجارة وحقوق الأجير وما ينظم شؤونه، والنصائح التي ينبغي على المكلف الاخذ بها فيما لو أراد طلب الرزق وكانت الإجارة إحدى خياراته. فلنطّلع على كل هذه الأمور من خلال كلمات القرآن الكريم والرسول والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين من خلال المحاور الآتية:
حكمة وجود الإجارة في عالم الدنيا:
يقول تعالى: ﴿أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون﴾.
ويقول الإمام علي (ع) في قوله تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم): فأخبرنا سبحانه أن الإجارة أحد معايش الخلق، إذ خالف بحكمته بين هممهم وإرادتهم وسائر حالاتهم، وجعل ذلك قواما لمعايش الخلق، وهو الرجل يستأجر الرجل.
ومن وصايا الرسول والعترة الطاهرة نستعرض جملة من الاحاديث الشريفة:
إعلام الاجرة:
قال رسول الله (ص): إذا استأجر أحدكم أجيرا فليعلمه أجره.
وقال الإمام علي (ع): نهى رسول الله (ص) أن يستعمل أجير حتى يعلم ما اجرته.
وعن الإمام الصادق (ع): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يستعملن أجيرا حتى يعلمه ما أجره.
وعن الإمام الرضا (ع): واعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ثم زدته لذلك الشئ ثلاثة أضعاف على اجرته إلا ظن أنك قد نقصته اجرته، وإذا قاطعته ثم أعطيته اجرته حمدك على الوفاء، فإن زدته حبة عرف ذلك ورأى أنك قد زدته.
أدب إعطاء الاجرة:
قال الرسول الكريم (ص): أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وأعلمه أجره وهو في عمله .
وعنه (ص): أعطوا الأجير أجره ما دام في رشحه.
عن شعيب: تكارينا لأبي عبد الله (ع) قوما يعملون في بستان له، وكان أجلهم إلى العصر، فلما فرغوا قال لمعتب: أعطهم اجورهم قبل أن يجف عرقهم.
ظلم الأجير:
قال النبي محمد (ص): من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة، وان ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام.
وعنه (ص): إن الله عزوجل غافر كل ذنب إلا من أحدث دينا أو أغصب أجيرا أجره أو رجل باع حرا .
وعنه (ص): إن الله عزوجل غافر كل ذنب إلا رجل اغتصب أجيرا أجره أو مهر امرأة .
وعنه (ص): ظلم الأجير أجره من الكبائر .
وعنه (ص): قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره .
إقرأ أيضا: من حديث رسول الله (ص)..(21) (ابدأ بمن تعول...)