للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه خصوصية انفرد بها من بين كل المعصومين عليهم السلام، ومما لا شك فيه أن الإمام علي وسيدة نساء العالمين فاطمة والإمام الحسن صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين أفضل من الإمام الحسين لكن خص الله الإمام الحسين بخصوصية خاصة جداً.
بينما كان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يلاطف الحسين (عليه السلام) وهو طفل صغير قال (ص): حسين مني و أنا من حسين ، ثم تحدث عن الامام الحسن (عليه السلام) وأدخله في سياق الحديث، وقال أحب الله من أحب الحسن والحسين ..
ان رسول الله (ص) بقوله (أنا من حسين) يرسل رسالة عبر العصور ولكل العالم بأمور عدة منها:-
1- لقد أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخبر الناس بخصوصية الحسين (ع) لأن به سيحفظ دين الله تعالى، وبتضحية الحسين وشهادته بقي الإسلام وسيبقى أبد الآبدين حتى قيام يوم الدين، حيث كان الإسلام على وشك الفناء بحكم الزنديق يزيد بن معاوية .. فلولا قتل الحسين (ع) لما استقام الدين ولما بقي هناك منادياً للصلاة ولانتهى الإسلام .. وقد قال الامام الحسين (ع): " إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين". فبقاء الدين كان مقروناً بخروج و استشهاد الامام الحسين (ع).
2- أن رسول الله (ص) أراد اخبار الأمة بأن استمرار هذا الدين بذرية الحسين (ع) المعصومين التسعة من ولد الحسين (ع) هم من سيبقون دين الله الإسلام ويحفظونه من بعد شهادة الحسين (ع).
3- أراد رسول الله (ص) ان تعرف الأمة أن مَنْ قتل الحسين (ع) كأنما قتل رسول الله (ص) ومن حاربه فقد حارب رسول الله (ص) وأن ما حصل في كربلاء كان محاولة لقتل الدين وليس فقط قتل ريحانة رسول الله (ص) .
كل ذلك كان انذارات من النبي محمد (ص) ونحذيرات، عميت الأعين وصمت الآذان وختمت القلوب عن فهمها و معرفتها.
وحديث الرسول (ص): (حسين مني وأنا من حسين) لها معاني الوجود من نفس النور ودلالات أخرى هي في علم الله تعالى.
إقرأ أيضا: من حديث رسول الله (ص) ..(31).. (من أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا)