والفئات التي شجع الاسلام الى التكافل معها هم الأهل والعيال: وهم من أقرب المقربين للإنسان وأكثرهم حقا عليه، ويحتلّون موضع الصدارة في توجهات الإسلام الاجتماعية؛ بحيث نجد الإسلام يدعو إلى بناء وتدعيم علاقات طيبة وحميمة بين الأهل والعيال قائمة على أساس التعاطف والتكاتف. وفي هذا الصدد يعتبر الرسول الأكرم (ص) أن (الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله).
وغني عن البيان أن العيال يتكونون ـ عادةً ـ من الزوجة والأطفال القصّر الذين لا يستطيعون تحمل أعباء المعيشة لضعفهم أو لصغر سنهم، لذلك أوجب الإسلام على الزوج إعالة زوجته وأطفاله، وحذّر أشد التحذير من التفريط في ذلك أو التقصير فيه، قال الرسول (ص) محذراً : (ملعون ملعون من ضيع من يعول).
وقال (ص): (كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول).
فأهل البيت أو العيال هم حجر الزاوية في توجهات الإسلام الاجتماعية، والتقصير في كفالتهم يجر إلى الإثم والخطيئة، وبالمقابل يؤدي البّر بهم وكفالتهم إلى معطيات إيجابية تنعكس على الكفيل، وأهمّها رضا الله تعالى ورحمته، التي تكون سبباً لنزول بركاته.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا صدقة وذو رحم محتاج).
وعنه (صلى الله عليه وآله): (إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين).
وقال سيد المرسلين (ص): (صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة ).
وعلى الانسان ألاّ يخاف الفقر فيصاب بالبخل، فقد روي عن الامام علي عليه السلام: (ينزل الله المعونة من السماء الى العبد بقدر المؤونة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة).
وقال الإمام الصادق (ع): (من حسن برّه بأهل بيته زيد في رزقه)، وعنه (ع) في حديث آخر، قال: (من حسن برّه بأهله زاد الله في عمره ).
و روي عن أحد الصادقين عليهما السلام انه قال لميسر: (يا ميسر إني لاظنك وَصُولاً لبني أبيك)، قلت: نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق، وانا غلام واجرتي درهمان، وكنت اعطي واحداً عمتي وواحدا خالتي، فقال: (اما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر).
وقال الامام الرضا (ع): (ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته).
فالإسلام يريد من الإنسان أن ينظر بعين العطف إلى عياله وأهل بيته وأن يسد حاجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء وما إلى ذلك، وأن يعكف على خدمتهم. وكلما سما في هذه الخدمة كلما اختصر المسافة في مسيرة التسامي إلى الله تعالى.
إقرأ أيضا: من حديث رسول الله (ص)..(20) (ملعون من ألقى كلّه على الناس)