وفي هذا المجال، ينقل أحد أصحاب الإمام علي الهادي (عليه السلام) قصة، فيقول: دخلت على علي بن محمد الهادي (ع) وقد نُكبت إصبعي وتلقاني راكب وصدم كتفي، ودخلت في زحمة من الناس، فخرّقوا عليَّ بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرَّك من يوم فما أشأمك!
فقال لي الإمام (ع): (يا حسن، هذا وأنت تغشانا ـ أنت من أصحابنا وشيعتنا ـ ترمي بذنبك من لا ذنب له)، فأثاب إليّ عقلي وتبيّنت خطئي، فقلت: يا مولاي أستغفر الله، فقال(ع): (يا حسن، ما ذنب الأيام حتى صرتم تتشاءمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها)، فقلت: أستغفر الله أبداً وهي توبتي يابن رسول الله، فقال(ع): (والله ما ينفعكم، ولكن الله يعاقبكم بذمّها على ما لا ذمّ عليها فيه، أما علمت يا حسن أن الله هو المعاقب والمجازي بالأعمال عاجلاً وآجلاً)؟ قلت: بلى يا مولاي، فقال(ع): (لا تعد، ولا تجعل للأيام صنعاً في حكم الله سبحانه وتعالى).
هذه هي دروس الإمام علي الهادي(ع)، وهي دروس الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) الذين ينطلقون من خلال جدهم رسول الله (ص) والإسلام، وكما قال ذلك الشاعر:
ووال أناساً قولهم وحديثهم *** روى جدَّنا عن جبرائيل عن الباري
نسأل الله تعالى أن يرزقنا شفاعتهم ويثبّتنا على ولايتهم، والسلام على الإمام الهادي (عليه السلام) يوم وُلد ويوم توفي ويوم يبعث حياً.
إقرأ أيضا: أئمة أهل البيت.. الامام الهادي (ع).. (4) مرجع أهل العلم والفقه والشريعة