حاول خصوم الامام علي الهادي (ع) ان يقنعوا المتوکل (بالشيطان) بان الامام (ع) يعد ويهيء للثورة وجمع المال والسلاح والانصار، لذا عمد المتوکل (بالشيطان) الى استدعاء الامام (ع) وجلبه من المدينة المنورة الى مدينة العسکر (سامراء) ليکون تحت الرقابة والمتابعة اليومية وذلك سنة (243هـ).
وفي سامراء بدات اعمال الضغوط السياسية والرقابة المشددة من قبل المتوکل (بالشيطان) العباسي وارکان سلطته ضد الامام الهادي (ع) واتباعه، فمرة يحاولون النيل من شخصيته، واخرى سجنه واغتياله، وثالثة بتفتيش بيته ويجلب ليلا الى المتوکل (بالشيطان) بتهمة الاعداد للثورة والمواجهة، واخرى يسعون لايجاد زعيم بديل عنه، وکل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، إذ کانت عناية الله تعالى ترعى الامام وتدفع عنه، وکانت شخصيته تعلو ومقامه يفرض على المتوکل (بالشيطان) رغم صلفه وکراهيته لآل علي بن أبي طالب (ع) کما کان الامام (ع) يفرض وجوده على القصر وحواشيه .
واستمرت محنة الامام الهادي (ع) مع المتوکل (بالشيطان) العباسي وصراعه المرير معه حتى مات المتوکل (بالشيطان) مقتولا، فقد لقى مصرعه وهو سکران ثمل في قصر حكمه، اشترك ابنه المنتصر (بالشيطان) في القضاء عليه ثم تمت البيعة له، وبموت المتوکل (بالشيطان) شعر العلويون بتخفيف وطأة الارهاب والمطارة لهم.
ثم مات المنتصر (بالشيطان) سنة (248هـ) وجاء بعده المتسعين (بالشيطان) وفي زمنه اشتدت الفتن وتعاظم تذمر الناس فهجموا على سجون بغداد وسامراء واخرجوا السجناء منها .
انتهى المستعين (بالشيطان) مقتولا کالمتوکل (بالشيطان) وحمل راسه الى المعتز (بالشيطان) (الحاكم من بعده) الذي کان يلعب الشطرنج فقال : ضعوه حتى افرغ من الدست ، فلما فرغ نظر اليه وأمر بدفنه . ولم يکن المعتز (بالشيطان) بافضل من اسلافه (اللعناء) کما ان الاوضاع کانت اسوأ من السابق .
إقرأ أيضا: أئمة أهل البيت.. الامام الهادي (ع).. (2) معاصر لطغاة العباسيين
اما الحديث عن الثورات العلوية نستطيع ان نقول، إن جملة الظروف والاوضاع السياسية وسلوك السلطة الحاکمة کانت تساعد على قيام حرکات المعارضة وتدعو الى المواجهة المسلحة، وقد قاد العلويون عدة انتفاضات وثورات خال حكم المتوکل (بالشيطان) العباسي الى المعتز(بالشيطان ) .وکانت معظم هذه الثورات تدعو الى الرضى من آل محمد (ص)، وکان المعني بهذا الشعار هم ائمة أهل البيت (عليهم السلام) وامامهم في تلك الفترة علي الهادي عليه السلام .