ان التنصيص من الإمام علي السجّاد عليه السلام على إمامة ابنه محمد الباقر (عليه السلام) يعود تأريخياً الى النصوص التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) من بعده ونصّت على إمامة اثني عشر إماماً بعد رسول الله كلهم من قريش وبني هاشم، وتداولها الصحابة والتابعون واستند اليها أهل البيت (عليهم السلام). ومن تلك النصوص التي ورد فيها اسم الإمام الباقر (ع) بشكل خاص هو النص الذي رواه جابر بن عبدالله الأنصاري (رض) وقد جاء في هذا النص ما يلي: «...فقال: يا رسول الله وَمَنْ الائمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثم الباقر محمد بن عليّ وستدركه يا جابر، فاذا أدركته فاقرأه منّي السلام).
وكان الإمام زين العابدين (ع) يوجّه الانظار الى امامة ابنه الباقر (ع)، ويستثمر الفرص لإعلانها أمام أبنائه أو بعض أبنائه أو خاصّته وثقاته، يصرّح تارة بها ويلمّح إليها تارة اُخرى.
فحينما سأله ابنه عمر عن سرّ اهتمامه بالباقر (عليهما السلام) أجابه: (انّ الإمامة في ولده الى أن يقوم قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً، وانه الإمام أبو الأئمة..)
وعن الحسين ابن الإمام زين العابدين (ع) قال: سأل رجل أبي (ع) عن الائمة ، فقال: (اثنا عشر سبعة من صلب هذا، ووضع يده على كتف أخي محمد(.
وروي عن أبي خالد أ نّه قال: قلت لعليّ بن الحسين (ع): من الإمام بعدك ؟ قال: (محمّد ابني يبقر العلم بقراً).
إقرأ أيضا: أئمة أهل البيت.. الامام الباقر (ع).. (1) نشأته في بيت العصمة والطهارة
في الحلقة الثالثة سنتناول بأذن الله تعالى الامام الباقر وإحياء روح الثورة الحسينية