رجال حول أمير المؤمنين (ع)..(22) خزيمة بن ثابت الأنصاري (رض)

الخميس 4 فبراير 2021 - 09:48 بتوقيت غرينتش
رجال حول أمير المؤمنين (ع)..(22) خزيمة بن ثابت الأنصاري (رض)

اسلاميات-الكوثر: خزيمة بن ثابت بن الفاكِه .. بن مالك بن الأوس الأنصاري ، كنيته (ذو الشهادتَين)، لحادثة وقَعَت زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكنَّاه النبي (ص) بها، فأصبحت وساماً له، وصار يُقال له : خزيمة بن ثابت الأنصاري ذوالشهادتين.

لم نعثر على تاريخ محدد لولادة خزيمة ذو الشهادتين، لكن القرائن المستفادة من الوقائع والسِّير تشير إلى أنه قد وُلد في حدود سنة ( ٢٠ ) قبل الهجرة النبوية المباركة فما قبلها .

سيرته ومواقفه :

حين ظهر نور الإسلام ، كان خزيمة الأنصاري من أوائل المبادرين إليه ، ثم شهد أولَ ما شهد أُحُداً ، وما بعدها من المشاهد .

كان هو وعُمَير بن عَدي يكسِّران أصنام بني خَطْمة ، ثم حمل راية بني خطمة يوم فتح مكة، ودخل مع رسول الله (ص). وشهد معركة مُؤتة وشارك فيها مشاركة مشهودة .

كان خزيمة الأنصاري من الصحابة الأبرار الأتقياء الذين مضَوا على منهاج نبيهم (صلى الله عليه وآله) ، فلم يغيِّروا ولم يبدِّلوا .

وكان من السابقين الذين عادوا إلى الإمام علي (عليه السلام)، وقد وقف إلى جانبه ودعا إلى بيعته وأنكر على مخالفيه، وقال لأحدهم: ألستَ تعلم أن رسول الله (ص) قبِل شهادتي وحدي ؟

فقال : بلى .

قال خزيمة: فإني أشهد بما سمعته منه، وهو قوله (ص):

إمامُكم بعدي علي (ع)، لأنه الأنصح لأُمتي، والعالم فيهم .

وشهد خزيمة ذوالشهادتين – مع جماعة – لأمير المؤمنين (ع) حين استُشهد، بحديث الغدير .

وقبل ذلك كان من أوائل المبايعين والمؤيِّدين له في مسيره لقتال الناكثين (اصحاب الجمل)، وكذلك كان عند المسير لحرب القاسطين (جيش الشام).

شعره :

لمواقفه المبدئية الولائية كان خزيمة مُعتَّماً على حياته، في أخباره وأدواره، فلم يُنقَل من شعره إلا النَّزر اليسير، مع أنه كان يجيد الشعر ويقوله منذ زمن مبكر على عهد النبي الأعظم (ص)، كما في أبياته التي مدح فيها الإمام علياً (ع) فتهلَّلَ وجه رسول الله (ص).

وأبياته التي ذكر فيها قصة تصدُّق الامام علي (ع) بالخاتم في حال الركوع، حيث قال :

أبا حسنٍ ، تفديك نفسي واُسرتي  *****  وكلُّ بطيءٍ في الهُدى ومُسارعِ

فأنتَ الذي أعطيتَ إذ كنتَ راكعاً ***** زكاةً.. فَدتْكَ النفسُ يا خيرَ راكعِ

فأنزلَ فيك اللهُ خيرَ ولايةٍ          *****     وبَيّنها في مُحكَماتِ الشرائعِ

امتاز شعر خزيمة بالسلاسة والجمالية والوضوح، مخلِّفاً تراثاً خالداً، وسجلاًّ حافلاً بالوقائع التاريخية، تنقل لنا صوراً حقيقية من حياة الإسلام والمسلمين، ومشاهدَ رائعة من المناقب والفضائل، فيكون بذلك وثيقةً أدبية لتلك الفترة، وشاهداً تاريخياً يعضد الشواهد الصادقة الأخرى .

شهادته:

روى الخطيب البغدادي أن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنت بصفين، فرأيت رجلاً راكباً متلثَّماً يقاتل الناس قتالاً شديداً، يميناً وشمالاً، فقلت: يا شيخ، أتقاتل الناسَ يميناً وشمالاً ؟!

فحسَرَ (رض) عن عمامته ثم قال :

سمعت رسول الله (ص) يقول : قاتِلْ مع عليٍّ جميع مَن يقاتله، وأنا خزيمة بن ثابت الأنصاري .

فخاض خزيمة بن ثابت الأنصاري (رض) غمارَ المعركة، ونال ما تمنَّاه من الشهادة المشرِّفة في معركة صفين سنة ( ٣٧ هـ).

وحسب خزيمة بن ثابت (رض) من الإكرام والتجليل ما أبَّنَهُ به الإمام علي (ع) وتلهَّف عليه، وتشوَّق إليه، وأثنى عليه، حيث قال :

أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضَوا على الحقِّ ؟!

أين عمَّار، وأين ابن التيِّهان، وأين ذوالشهادتَين[أي خُزَيمة بن ثابت]، وأين نُظَراؤهم مِن إخوانهمُ الذين تعاقَدوا على المنيَّة ؟!

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (21) حذيفة بن اليمان (رض)