ثورة زيد الشهيد .. فِرَقْ الزيدية ومتبنياتها

الأحد 31 يناير 2021 - 06:46 بتوقيت غرينتش
ثورة زيد الشهيد .. فِرَقْ الزيدية ومتبنياتها

أهل البيت-الكوثر: تناولنا في الحلقة السابقة نشأة فرقة الزيدية وعقائدها، وسوف نتناول في هذه الحلقة فرق الزيدية ومتبنياتها.

قد ذكر المؤرخون للزيدية فرقاً متعدِّدة، فعدَّهم الأشعري إلی ستة فرق ، وبين مضيف إلی ثمانية وهو المسعودي، وبين مقتصر على ثلاثة فرق وهو نشوان الحميري ونکتفي بما ذکره الأشعري حيث کان أقدمهم:

الفرقة الاُولی- الجارُودية: وهم أصحاب (أبي الجارُود)، زياد بن المُنذر بن أبي الجارُود، وکان حارب مع زيد الشهيد ثمَّ کُف بصره ، والفرقة الجارودية تعتبرمن أشدِّ الفرق الزيدية تمسُّکاً بالإمام علي (ع) وأنَّه أفضل الصحابة، ومن دفعه عن هذا المقام فهو کافر، ويعتقدون بان النبي محمد (ص) نصّ على علي بن أبي طالب بأوصافه لا بإسمه، فكان هو الإمام من بعده وأنّ الناس ضلّوا وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد الرسول (ص) ثمَّ الامام الحسن(ع) من بعد الامام علي (ع) ثم الإمام الحسين (ع).

الفرقة الثانية- السليمانية: أصحاب (سليمان بن جرير الزيدي) يزعمون أنّ الإمامة شورى وانّها تصلح بعقد رجلين من خيار المسلمين، وانّها قد تصلح في المفضول وإن كان الفاضل أفضل في كل حال، ويثبتون إمامة الشيخين أبي بكر وعمر.

الفرقة الثالثة- ألصالحية أوالبترية: أصحاب (الحسن بن صالح بن حي) وأصحاب (كثير النواء) وإنّما سمّوا (بترية) لأنّ (كثيراً) كان يلقب بالأبتر، يعتقدون أنّ علياً (ع) أفضل الناس بعد رسول اللَّه (ص) وأولاهم بالإمامة، وأنّ بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطأ، لأنّ علياً (ع) ترك ذلك لهما، ويقفون في عثمان وفي قتلته ولايقدمون عليه بإكفار.

الفرقة الرابعة- النعيمية: أصحاب (نعيم بن اليمان) يعتقدون أنّ علياً (ع) كان مستحقاً للإمامة، وأنّه أفضل الناس بعد رسول اللَّه (ص)، وأنّ الأُمّة ليست بمخطئة خطأ أثم في أن ولّت أبا بكر وعمر، ولكنها مخطئة خطأ بيّناً في ترك الأفضل وتبرّأوا من عثمان ومن محارب الامام علي (ع) وشهدوا عليه بالكفر.

الفرقة الخامسة- الصَّباحية: وهم أتباع (الصَّباح المازني)، يتبرّأون من أبي بكر وعمر ولا ينكرون رجعة الأموات.

الفرقة السادسة اليعقوبية: أصحاب رجل يدعى (يعقوب)، يتولّون أبا بكر وعمر، ولايتبرّأون ممن تبرأ منهما، وينكرون رجعة الأموات ويتبرّأون ممن دان بها. وهناك فرق أخرى تشعّبت عن الجسد الزيدي هي: القاسمية والهادوية والناصرية والعقبية.

يؤكد المؤرّخين في فرق الزيدية أنّ هذه الفرق كلها قد بادت مع بقاء الزيدية بالمفهوم العام، وهو القول بإمامة زيد الشهيد، والخروج على الظالم، واستمرار الإمامة في الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام) من ولد فاطمة (سلام الله عليها)، وأنّ الإمامة بالطلب والفضل، وأمّا أسماء تلك الفرق والعقائد المنسوب إليهم فلا توجد اليوم إلّا في بطون الكتب والمؤلّفات في الفرق الإسلامية كالملل والنحل ونحوها.

وعلى ذلك، فالزيدية نسبة لم يطلقها زيد الشهيد على اتباعه، ولا اطلقها في البداية اتباعه على انفسهم، وانما اطلقها حكام بني امية  وبني العباس على كل ثائر عليهم بعد زيد الشهيد من العلويين، فالتسمية سياسية في الاصل ولا دخل لها في ما تعارف عليه الناس في النسبة المذهبية الى ائمة المذاهب، ولكن أتباع زيد قبلوا بهذه التسمية ورضوا بها شعارا لهم.